التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

البترودولار...! أي جريمة!؟!...ومن المسؤول؟!:


يعود فضل الهيمنة الأمريكية على العالم إلى هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي.
. ولكن كيف بدأت هذه الهيمنة؟
وكيف تمكّنت الولايات المتّحدة من الحفاظ على عملتها كأقوى عملة على المستوى العالمي بالإضافة إلى تعامل نسبة هائلة من التعاملات الاقتصادية بالدولار الأمريكي (90.00%)؟
تابع معنا هذا التقرير:

القصة الكاملة للدولار الأمريكي:

أنشأ الدولار الأمريكي عام 1792م، يومها لم يكن مجرّد عملة ورقية، بل كان على شكل 3 فئات:
    ü            الفئة الأغلى كانت مصنوعة من الذهب.
    ü            والأقل منها قيمةً كانت مصنوعة من الفضة.
    ü            والأخيرة كانت مصنوعة من النحاس.
استمر العمل بهذا النظام المالي إلى العام 1861، وبعد الحرب الأمريكية الأهلية بين الشمال والجنوب،احتاجت حكومة الشمال المركزية المزيد من الأموال لحربها فخشيت على ما لديها من الذهب والفضّة. فأنشأت العملة الورقية (الدولار الأمريكي بشكله الأخضر الحالي) عام 1862 وبدأت بطباعتها، وقبيل نهاية الحرب الأمريكية كان هناك 461 مليون دولار أمريكي مطبوع.
يومها باتت العملة الأمريكية غير مغطاة بالذهب.
 (بمعنى أن يكون بمقدور الدولة استبدال العملة الورقية بالذهب متى ما أرادت ذلك).
اتخذ الكنجرس الأمريكي قرارا جرّم من يرفض التعامل بالدولار الأمريكي آنذاك وفرض التعامل بها وهي مجرّد ورقة نقدية كثقة بينك وبين الحكومة، وغير مغطىً بالذهب.
 وفي عام 1879 وبعد حصول تضخّم هائل في الولايات المتّحدة وخسارة الدولار الأمريكي لجزء كبير من قيمته، تمّ تغطية الدولار الأمريكي بالذهب; حيث صار بمقدور الناس استبدال الدولارات الأمريكية الخضراء بالذهب متى ما أرادوا ذلك مما خفّض التضخّم وأنعش الاقتصاد.
في عام 1929م حصل الكساد العظيم (الأزمة الاقتصادية العالمية المعروفة)، دفعت الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى إلغاء تغطية الدولار بالذهب عام 1933م ولكنّه أعاد تغطية الدولار بالذهب عام 1934م مع تعديلٍ نسبي لسعر الدولار للتخلص من تلك الأزمة. استمر الأمر على ما هوّ عليه إلى حين حصول اتفاقية retton Woods.

عليك أن تعرف الآن ما هي اتفاقية Bretton Woods؟ وما أهمّيتها؟

قبل عام من نهاية الحرب، بدأت أمريكا تعمل على إنشاء نظامٍ عالمي جديد، تكون الولايات المتّحدة والدولار الأمريكي رأس الأمر فيه. وقد حصل ذلك عن طريق هذه الاتفاقية Bretton Woods سنة 1944م.
حضر هذه الاتفاقية 44 دولة، تمّ فيها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم التجارة العالمية الدولية وتطبيق بعض الشروط والقيود عليها.
أهمّ نتائج هذا المؤتمر كان اعتماد الدولار الأمريكي كمرجعٍ رئيسي لتحديد سعر عملات الدول الأخرى; يمكنك أن تقول أنّ هذه الاتفاقية هي الاتفاقية الرئيسية التي أدّت إلى:
  •  تشكيل نظام الصرف الأجنبي.
  •  وتشكيل صندوق النقد الدولي.
  •  والبنك الدولي للتطوير والتعمير.

 وهي الاتفاقية الرئيسية التي رسّخت هيمنة الدولار الأمريكي على تعاملات العالم الاقتصادية، فصارت الـ44  دولة ترجع إلى الدولار الأمريكي لتحديد قيمة عملاتها، مما جعل الدولار بمركز المرجع الأول وتعهدت الولايات المتحدة أن تقوم باستبدال أي كمية ورقية من الدولار مهما كانت ولأي دولة بمقدارها ذهبا متى شاءت هذه الدولة.
كانت للولايات المتّحدة 75% من ذهب العالم لوحدها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة على مستوى العالم المُغطاة بالذهب لأن بقية الدول تخلّت عن تغطية عملاتها بالذهب بعد حصول تضّخمات في اقتصاداتها، هذا ما جعل عددًا كبيرًا من دول العالم إلى يعمل على تكديس الدولارات الأمريكية بهدف استبدالها بالذهب مستقبلًا كاحتياطي النقد الأجنبي.
وهكذا استطاعت السيطرة على الاقتصاد العالمي.

 ولكن؟؟؟؟؟؟.

جاءت حرب فيتنام من العام" 1956م – 1975م " وصدمة نيكسون الشهيرة حيث قام بإلغاء تغطية الدولار الأمريكي بالذهب.

خاضت الولايات المتّحدة الحرب فاحتاجت إلى المزيد من الدولارات لتغطية تكاليف الحرب، ولكن الذهب الموجود في الولايات المتحدة والعالم لم يعد كافيًا ليغطّي الدولار الأمريكي.
 لم يعد بالإمكان طباعة المزيد من الدولارات لأنّ الذهب الموجود لم يعد كافيًا لتغطيتها، فقامت الولايات المتّحدة بتجاوز الحد الأعلى المسموح من الدولارات المطبوعة، وقامت بطبع دولارات غير مغطاة بالذهب دون أن تُعلِم أحدًا بذلك.
شعر الرئيس الفرنسي تشارل ديغول عام 1971م بذلك فطلب  بتحويل الدولارات الأمريكية الموجودة لدى البنك المركزي الفرنسي إلى ذهب (طالب بتحويل 191 مليون دولار إلى ما يقابلها من الذهب، وكان سعر الأونصة 35$)، عملًا باتفاقية Bretton Woods التي تسمح بذلك; أدّى هذا الأمر إلى عجز الولايات المتّحدة لاحقًا عن تحويل أي دولارات أمريكية إلى الذهب، مما دفع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى إصدار بيان في عام 1973 يلغي فيه التزام الولايات المتّحدة بتحويل الدولارات الأمريكية إلى ذهب، عُرفت لاحقًا باسم Nixon Shock أو صدمة نيكسون.

أصبح الذهب حرًا بعدها ولم يعد أحد يتحكّم فيه سوى العرض والطلب، وأصبحت جميع العملات بما فيها الدولار الأمريكي تقف على أرضٍ واحدة وصارت كلّها عملاتٍ إلزامية ورقية لا قيمة لها في الواقع سوى التزام الحكومات بها. انخفضت قيمة الدولار 40 ضعفًا من عام 1973 إلى الآن وارتفع سعر الذهب بشكلٍ جنوني، وأصبح سلعةً عادية مثله مثل الفضّة والبلاتين وغيرها.
كانت صدمة حقيقية للدول على مستوى العالم، إنّها خدعة تمّ خداع العالم بأسره بها، فبعد أن كانت تعمل على مرّ السنوات لتكديس الدولار الأمريكي كاحتياطي للنقد الأجنبي لتستبدله بالذهب عندما تريد، أصبحت الآن غير قادرة على ذلك، والأسوء من كلّ ذلك هي أنّها كانت ما تزال مجبرة على التعامل بالدولار، لأنّها لا يمكنها التخلّي عنه بعد أن قامت بتكديس كلّ هذه الدولارات في الاحتياطي النقدي الأجنبي وإلّا ضاعت أدراج الرياح.
قد تتساءل: لماذا لا تقوم هذه الدول بفكّ الارتباط من الدولار وإلغاء التعامل به؟
الجواب: لأنّ الأسطول الأمريكي الذي يجوب البحار ليس موجودًا لحراسة فراغ فالقوة العسكرية هي من تحمي القوة الاقتصادية.
تحوّل الدولار إلى أضخم عملة نقدية احتياطية أجنبية على مستوى العالم، حيث صارت جميع الدول مرغمة على التعامل به بالإضافة إلى كونه العملة الرئيسية التي يتم تحديد باقي العملات بناءً عليها.. مما رسّخ الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم.
تحول الدولار لمال إجباري،  يكتسب قيمته من فرضه على العالم بالقوة، فكان على الولايات المتحدة أن تقوم بما يلزم لإيقاف تهاوي قيمته بإخضاعه لقاعدة العرض والطلب.

 كيف ذلك؟
وقعت الولايات المتحدة اتفاقًا مع المملكة العربية السعودية يقضي بأن تكون مبيعات النفط السعودي بالدولار الأمريكي مقابل الحماية والسلاح، وذلك عام 1973، وفي عام 1975 تبعتها كل دول أوبك.
 قصة البترودولار جريمة ارتكبتها السعودية للحفاظ على عرش آل سعود تظهر خداع ورشاوى وشهوات قدمتها الولايات المتحدة للمتنفذين للحصول على تلك الصفقة.
بعد هذا الاتفاق أصبح كل من يرغب بشراء النفط عليه أن يحصل على الدولار الأمريكي أولًا ثم يدفعه للدول المنتجة للنفط. اليابان إن أرادت شراء النفط عليها جلب دولارات من أمريكا ببيعها بضائع مثلًا ثم دفعها للسعودية، هذا أمّن للدولار الأمريكي طلبًا عالميًا كبيرًا، أدى إلى ازدهار الاقتصاد الأمريكي وتنامي القوة العسكرية لتتفوق على دول العالم.

ليس هذا فحسب.
قامت السعودية بما يسمى تكرير البترودولار أو ما يعرف بـ Petrodollar recycling، وهي الحالة التي قامت فيها السعودية التي باعت نفطها بالدولار بإعادة استثمار تلك العوائد في البنوك الأمريكية.

  لكن لماذا؟
الحجة هي أن مداخيل السعودية تفوق حاجة الإنفاق المحلي. بالمقابل قامت البنوك الأمريكية بإقراض هذه الأموال للدول النامية مقابل فوائد أدت لتراكم ديونها.
البنك الاحتياطي الأمريكي
هو المقابل الأمريكي لما يعرف بالبنك المركزي عندكم، مهمته المحافظة على استقرار النظام المالي، وذلك بالتحكم بسعر الفائدة وكمية السيولة النقدية المتوفرة في السوق.
ومجمل القول إنك لو تأملت في ورقة الدولار  وقرأت العبارة المكتوبة عليه فستجد التالي: Fedral Reserve Note
بمعنى أن الورقة التي بين يديك هي ورقة يطبعها البنك الاحتياطي الفدرالي. وهو  «مؤسسة مستقلة داخل الحكومة، ليست ملكا لأحد وليست مؤسسة ربحية خاصة».
 إضافة إلى أنه «يستمد سلطته من الكونجرس ويعتبر مستقلًا لأن سياساته المالية لا تحتاج لموافقة الرئيس أو أي شخص آخر في الفروع التشريعية أو التنفيذية للحكومة».
 والمتمعن في تعريف البنك يجد ما يحرك في نفسه مزيدًا من الشك الذي يزعزع الثقة النقود عموما والدولار خصوصا هذا الورق المطبوع في البنوك المركزية على أوراق هي أقل أضعافا مضاعفة من القيمة التي تحملها والتي  يضع فيها معظم الناس ثقتهم بدلا من المعادن النفيسة التي حافظت على قيمتها رغم انهيار وسقوط كثير من العملات على مر التاريخ.

والدليل هو حرب العراق وليبيا ......:
  • في العام 2000 قرر العراق بيع النفط باليورو بدلًا من الدولار، وهذا تهديد مباشر للاقتصاد الأمريكي، فكانت عاقبته الغزو.
  • في ليبيا، كان القذافي متربعًا على عرش دولة غنية بالثروات ويدعو لاعتماد دينار ذهبي في إفريقيا، فكانت عاقبته المجاري.

بعد قراءة هذا عليك كمسلم أن تسأل نفسك:
ما المال في ديننا الحنيف؟
من أين تستمد نقودي التي بين يدي قيمتها؟
لما عندنا قاعدة الذهب بالذهب؟ ولماذا تفرض الزكاة عينية على جنس المال؟
هل من سبيل لتصحيح هذه الأوهام التي فرضها الكونغرس الأمريكي بمساعدة آل سعود؟


ليست هناك تعليقات