التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

المحاضرة الرابعة في مقياس المعجمية للسنة الثالثة ليسانس لغة للموسم 2023/2022:

المستوى: ثالثة ليسانس.    السداسي: 03.     المقياس: معجمية "محاضرة".           د. جلول تهامي.

المحاضرة الرابعة  في مقياس المعجمية للسنة الثالثة  ليسانس لغة  للموسم 2022/2023:

أنواع المعاجم:

-1المعجم الأحادي اللغة:

وهو أشهر المعاجم، وهو المعجم الذي يستخدم لغة واحدة، أي تكون الكلمات المرتبة من اللغة نفسها المستخدمة في الشرح أو التعريف، عربي عربي، أو إنجليزي إنجليزي، وتندرج المعاجم القديمة تحت هذا النوع من المعاجم.

یعتمد التعریف المنطقي فيه على مقولات الجنس والفصل، فأما الأول فهو یُدخل كل ما یشترك مع المعرَّف مثل "الإنسان حیوان" فالوصف حیوان یُدخل العدید من الأحیاء كالقطط، و الحمام، .... وأما الثاني فهو یقسم الجنس إلى أقسام ویخص المعرف بواحدة منها، ویحتوي هذا التعریف على مجموعة من السلبیات أولها أنه خارج عن طبیعة اللغة، فهو لا یشرح الكلمة في سیاقاتها واستعمالاتها، ویُهمل تطوراتها وتغیراتها. وثانیها أنه یظل قاصرا عن تعریف الذوات التي لا فصل لها ولا جنس، مثل:الأسماء المجردة ومقولات الزمان والمكان. وثالثها أنه لا یتمكن من تعریف الأجناس العلیا التي یستخدمها في التعریف، مثل: كلمة حیوان فهو جنس أعلى لیس له جنس. ورغم ذلك فإنَّ هذه السلبیات المذكورة لا تقلل من أهمیة التعریف المنطقي، ولا تبطل استعماله، بل العكس فإن وجوده ضروري في كثیر من المداخل التي لا یتضح معناها إلا بذكر جنسها وفصلها النوعي والقاموس أحادي اللغة وإن كانت وظیفته الأولى والمباشرة هي وصف أدلة اللغة فإنه یقوم بطریقة غير مباشرة بوصف الأشیاء التي وصفت لأجلها تلك الأدلة، ویوجه هذا الوصف للمستعملین الذین یبحثون عن معنى الكلمة التي لم یسمعوا بها.

أما مستعمل هذا المعجم من الناطقین بغیر العربیة فإن حاجته إلى هذا النوع من التعریفات قلیلة جدا تكاد تنعدم، لأنّ متعلم اللغة الثانیة أو الأجنبیة لا تهمه وظائف الأشیاء أو جنسها لیتمكّن منها، بل ما یهمّه هو الرّ بط بین الكلمات الأجنبیة والصور الذهنیة التي في فكره عن الأشیاء المرتبطة أصلا بلفظ معین في لغته الأم، والتي تتعلق بها كل معارفه ومدركاته حول الأشیاء؛ أي أن متعلم العربیة غیر الناطق بها مدرك لعدد هائل من الأشیاء المحیطة به بحسب القوالب التي تفرضها علیه لغته، وما یحتاج إلیه عند تعلم اللغة العربیة هو ربط هذه الأشیاء المدركة بألفاظ اللغة العربیة وبذلك فإن مهمة التعریف المنطقي في المعجم الأحادي للناطقین بغیر العربیة تقل بكثیر عن غیره من المعاجم الأخرى، ولكنه لا یلغى تماما، بسبب وجود بعض الأشیاء عند العرب لا یعرفها غیرهم مرتبطة بعاداتهم وتقالیدهم وثقافتهم مثل اللباس، والأواني، والأطباق، و المفروشات.. وغیر ذلك.

 -2المعجم ثنائي اللغة:  وهو المعجم الذي يستخدم في الشرح أو التعريف لغة غير لغة المداخل أو المفردات، إنجليزي عربي أو العكس بمعنى  يحتوي مدخله على اللّغة الأم، أو اللّغة الرئيسة، ويليه شرحه باللّغة الأخرى. كقاموس إلياس العصري، لإلياس أنطون إلياس(ت1952هـ).  ومعجم المورد لمنيرالبعلبكّي(ت1997هـ) وغيرهما.

وهذا النَّوع من المعاجم له أهمية كبيرة؛ إذْ يفِيْ بمتطلبات المجتمع، ومقتضيات التبادل الحضاري والثقافي، وهو من أهم وسائل التّرجمة والتّعريب.

لما اتّسعت رقعة الدّولة الإسلامية إلى البلاد غير العربية، وانتشرت اللُّغة العربية فيها؛ فكان ذلك سببًا في تدهور كثير من اللّغات، فخاف أهل هذه اللّغات على لغاتهم فألّفوا بعض المعاجم التي تجمع بينها وبين العربية؛ لصيانتها وليفهمها النَّاس الذين غلبت على ألسنتهم العربيّة ونتيجة انقسام الدّولة العباسية إلى إمارات صغيرة إذ غلب على أكثرها الفرس والترك، فحاولوا إحياء لغاتهم الوطنيّة، وتتناول هذه المعاجم الكلمة العربيَّة، ومرادفها في الفارسيّة أو التركية؛ على النهج الذي سارت عليه المعاجم العربية. وظهرت في الوقت نفسه حركة أخرى، وهي حركة ترجمة المعاجم والقواميس العربية؛ فترجم صحاح الجوهري، والقاموس المحيط للفيروزآبادي إلى اللّغة الفارسيّة والتركيّة.

المعاجم الثنائية اللّغة الّتي ظهرت في مختلف الدول العربية وغير العربية كثيرة من أهمها:

·       الأزهر الواضح في اللّغة معجم عربي فارسي، لمصطفى بن عثمان الرّومي.

·       بحر الغرائب في لغة الفرس، للقاضي: لطف الله بن يوسف(ت 922هـ) (فارسي- عربي).

·       ديوان لغة التّرك، لمحمود الكاشغري تركي- عربي وهو معجم يحتوي على معلومات تاريخية وجغرافية، ويمثل مرجعًا مهمًا لدارسي اللّغة التركية، طبعته دار الخليفة العلية في مطبعة عامرة عام 1333هـ.

·       قاموس آكسفورد الصادر عن جامعة آكسفورد البريطانية، يُعَدُّ من أفضل القواميس. عربي- انجليزي

·       قاموس المورد، لمنير بعلبكي(ت 1997م) (عربي- انجليزي): يعتبر من أكثر القواميس استخدامًا وتداولًا، ولاسيّما لدى المترجمين في العالم العربي، طبعة دار العلم للملاييين في بيروت عام 1945م.

-3المعاجم الوصفية:

 شاع المنهج الوصفي مقابل المنهجين: التاريخي والمعياري، فظهرت على إثر هذا المنهج المعاجم الوصفية التي تصف اللغة
كما هي دون إخضاعها لمعايير، ودون إصدار أحكام عليها. ولم يلتزم المنهج الوصفي أصولا ثابتة، بل تفرع إلى طرائق بعضها اتسع في ميدان الدرس، وبعضها ضيق ميدانه حتى صار بعضهم يكتفي بدراسة الاستعمال اللغوي عند شخص معين في زمان ومكان معينين. فظهرت على إثر الوصفية، معجمات الفترات، أو معجمات المراحل التي تصف الرصيد اللغوي للغة ما في مرحلة معينة، فهذا يشمل معاجم الفترة الواحدة التي قد يجردها البحث من تاريخ أي لغة، مدعيا أنها تمثل وحدة واحدة لا تباين في سماتها، ولا في تغير خصائصها، وقد تكون هذه المرحلة قديمة تغطي عصرا من العصور السابقة، كما قد تكون هذه المرحلة حديثة فيسمى المعجم حينها معاصرا.

كما خرجت من الوصفية معاجم تقتصر على دراسة اللغة عند أديب أو شاعر ما، من ذلك "معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر". والملاحظ أنه لم ينجز في العربية الفصيحة معجم تناول فترة زمنية محددة سواء أكانت الفترة قديمة أو حديثة.

وقد حازت اللهجات بالحظ الأوفر من عناية الوصفيين، فظهر في بلدان عربية أعمال معجمية تعنى بالعاميات في بلدانها، فمثلا في لبنان ظهر عملان بمنهجهما الوصفي، ويندرج هذان العملان تحت موضوع واحد هو وصف اللهجة اللبنانية في قطاع جغرافي معين.

 فقد قام الشيخ "أحمد رضا" بتصنيف الألفاظ العامية للهجة لجبل عامل والساحل، وما يليه من سفوح لبنان، في كتابه "قاموس رد العامي إلى الفصيح" عام  1952

وصنف "أنيس فريحة" ألفاظ قرية رأس المتر في كتابه"معجم الألفاظ العامية" عام. 1947.

وقد ألف المستشرق الألماني "هانيز فير" معجما للمفردات العربية المستخدمة في الكتابات الحديثة.

 وبعد سنوات قليلة اشترك مع المستشرق الأمريكي "متليون كون" في ترجمته إلى اللغة الإنجليزية بعد أن نقحاه وتوسعا في مادته اللغوية، ونشر هذا المعجم عام 1961ثم أعيد طبعه عام 1966تحت اسم معجم للغة العربية المكتوبة في العصر الحديث. وقد جمعت مادة هذا المعجم على مراحل متعددة من الصحف والدوريات المصرية والإذاعة في الفترة من1948- 1940كما اعتمد أيضا على كتابات بعض الأدباء والكتاب أمثال طه حسين، محمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم، ومحمود تيمور.
-
4المعجم الموسوعي: وهو نوع من المعاجم لا يقف عند حدود شرح المفردات ومعانيها، وإنما يتجاوز ذلك إلى معلومات أخرى غير لغوية مثل ذكر أسماء بعض العلماء والأدباء والمفكرين والفلاسفة وتواريخ ميلادهم ووفاتهم وبعض أعمالهم، كما يشير إلى أسماء المواضع والبلدان، وكذا بعض الآراء والنظريات العلمية والأدبية، وغير ذلك. ويمكن أن نصنف معجم "المنجد" الذي أصدره الأب لويس المعلوف اليسوعي عام 1908لأول مرة تحت هذا النوع من المعاجم، وكان منهجه في فصل المادة اللغوية عن المادة الموسوعية في مجلد واحد. 

ويفرق علماء اللغة والمعاجم بين المعجم اللغوي والمعجم الموسوعي بناء على كم المعلومات غير اللغوية في كل منهما، وهناك ثلاث خصائص تمتاز بها المعلومات الموسوعية، تتمثل فيما يلي:

-1اشتمالها على أسماء الأعلام من الأشخاص ومواضع وأعمال أدبية.

-2احتواؤها على فروع المعرفة المختلفة.

-3معالجتها للحقائق معالجة شاملة.

-5المعجم الموضوعي: هو نوع من المعاجم يختلف في ترتيب المفردات ونوعها وكمها، إذ يرتب المفردات وفق الموضوع أو المعاني التي تتصل به، أي أنه يلتزم بوضع المفردات المتصلة بموضوع واحد في مكان واحد، مثل الألفاظ الخاصة بأعضاء جسم الإنسان أو القرابة أو الألوان أو الطعام أو الشراب ...الخ.

ويطلق على هذه المعاجم كذلك المعاجم المتخصصة ويمكن عدها تطورا لمعجمات المعاني أو معجمات الموضوعات التي هي من أقدم أشكال المعاجم التي عرفت قديما، إلا أنها شاعت وتطورت في العصر الحديث ولاسيما بعد انتشار دراسات علم اللغة الاجتماعي التي ركزت على تصنيف اللغات وفق فئات متنوعة من اجتماعية وعلمية ومهنية وعمرية وغيرها. فأصدرت المعاجم المتخصصة بمختلف فروعها منذ الربع الثاني من القرن العشرين عندما أصدر محمد
شرف معجما في أسماء النبات عام ،1926كما أصدر في العام ذاته معجما في العلوم الطبية والطبيعية، وأخرج أمين معلوف "معجم الحيوان" عام ، 1932 ثم أصدر مصطفى الشهابي معجم الألفاظ الزراعية عام 1943وهكذا توالت معاجم المصطلحات في مجالات متعددة واختصاصات متنوعة نذكر منها في مجال الأدب واللغة "المعجم الأدبي" لجبور عبد النور" ) (1979ومعجم المصطلحات الأدبية لإبراهيم فتحي ) ،(1986وغيرها.

وقد عرفت اللغة العربية بوادر هذا النوع من المعاجم منذ بداية حركة جمع اللغة، وذلك في صورة رسائل معجمية صغيرة لا تتعامل إلا مع المفردات المتصلة بموضوع واحد، مثل "رسالة في البئر" أو خلق الإنسان أو "الإبل" أو "المطر."..الخ، ولعل أكبر معجم يمثل هذا النوع من المعاجم في اللغة العربية، هو معجم "المخصص" لابن سيدة (ت 458هـ،) كما نجد نموذجا صغيرا لهذا النوع من المعاجم في كتاب فقه اللغة وسر العربية للثعالبي (ت 429هـ.) ويدرس علم اللغة المعاصر الأسس النظرية والتحليلية لهذا النوع من المفردات التي تتصل بموضوع واحد وفق النظرية العلمية التي تعرف باسم "نظرية الحقول الدلالية".

-6المعجم التاريخي: وهو معجم لا يتقيد بفترة زمنية معينة، أو مكان محدد مثل المعجم الوصفي، وإنما ينظر إلى المراحل المختلفة التي مرت بها حياة اللغة نظرة شاملة، وخاصة من ناحية الاستعمال بحيث ينتهي إلى ترتيب التطور في استعمال المفردات من حيث المعنى والمبنى منذ أقدم العصور وحتى العصر الذي يتم فيه عمل المعجم. وتمثل الشواهد على الاستعمال حجر الزاوية في مثل هذا المعجم حيث تَرد مرتبة فيجد الباحث فيه جميع معاني ومباني الكلمات أو المفردات التي تنتمي أو كانت تنتمي للغة ما في جميع مراحل حياتها. ومعنى هذا أن المعجم التاريخي يقوم بسرد تاريخ الكلمات أو الوحدات اللغوية في إطار حياة اللغة، كما يوضح ميلاد المفردات والمعاني الجديدة واختفاء بعض المفردات من الاستعمال وزمان كل منها.

ويمثل المعجم التاريخي الجانب التطبيقي لعلم اللغة التاريخي الذي ظهر نتيجة إيمان اللغويين بأن اللغة كالكائنات الحية التي تولد، وتنمو وتشب، وتهرم، ثم تموت، ورأوا انطلاقا من هذه الرؤية الطبيعية التطورية ضرورة وضع معجم تاريخي يساير كل لفظ من مولده إلى موته. ويعد معجم أكسفورد التاريخي للغة الإنجليزية أفضل المعاجم التاريخية، فقد استغرق تأليفه سبعين عاما قبل أن يتم في عام  1928وهو يسجل الكلمات كلها، منذ القرن السابع عشر حتى القرن
العشرين مع أشكال خطوطها وتطورها، كما ظهرت معاجم تاريخية أخرى في لغات أخرى كالفرنسية والهولندية والدانمراكية والسويدية والألمانية. والمعجم التاريخي للغة العربية لم يظهر حتى الآن، وقد حاول مجمع اللغة العربية في القاهرة تبني مشروع المستشرق "فيشر" ووضعه في معجم شامل يستوعب اللغة في مختلف العصور، إلا أن هذا المعجم لم ير النور بعد، وقد اكتفى المجمع بإصدار "المعجم الكبير" وهذا نظرا لأن المعجم التاريخي يحتاج إلى أعمال تمهيدية لم يؤخذ بها بعد.

 

-7المعجم التأصيلي الاشتقاقي:

ظهر في أحضان الدراسات المقارنة  التي تركز على دراسة أصول الكلمات ومعناها في اللغات التي تنتمي إلى أسرة لغوية واحدة، وتاريخها، مع بيان اللغة أو الأسرة المصدر، وشكل الكلمات عندما دخلت إلى اللغة الجديدة، مع بيان ما لحقها من تطور صوتي ودلالي، وإيضاح مبانيها ومشتقاتها لمعرفة ما يمكن أن يشتق منها، ومعاني هذه الصيغ، وبيان العلاقات الاشتقاقية بين اللغات التي تنتمي إلى أسرة واحدة.

ويعد معجم "بيلي" أقدم معجم تأصيلي اشتقاقي في اللغة الإنجليزية، حيث ظهر عام ،1721.

ثم قدم جون جيمسون" معجما تأصيليا اشتقاقيا مرتبا تاريخيا عام 1808م، وهو معجم إيتمولوجي تأصيلي) للغة الأسكوتلندية.

أما في المعاجم العربية فإن العرب القدماء لم يفردوا كتبا خاصة يقصرونها على البحث في هذا الموضوع، إلا أنهم تعرضوا إلى ما دخل العربية من اللغات الأعجمية في ثنايا بعض الكتيبات أو الرسائل، ثم جاء "الجواليقي" في القرن السادس الهجري، فأفرد لهذا الغرض كتابا بتمامه سماه "المعرب من الكلام الأعجمي"، ثم تتالت المؤلفات في هذا الموضوع، من ذلك شفاء الغليل للخفاجي

. أما في العصر الحديث، حيث النهضة العلمية في شتى مجالات الحياة. فقد شهد العمل المعجمي العربي ظهور مجموعة من المعاجم والأبحاث تهتم في بعضها بالتأصيل اللغوي، سواء أكان من الأسرة اللغوية نفسها أم من غيرها، مثل:

 الألفاظ الفارسية المعربة للأسقف أدي شير الكلداني".

 وكتاب "غرائب اللغة العربية، للأب "رفائيل نخلة اليسوعي".

 وأبحاث البطريرك "مار أغناطيوس أفرام الأول" في: "الألفاظ السريانية في المعاجم العربية،"

 ومعجم المعربات الفارسية في اللغة العربية" لمحمد التنوجي

تلكم هي أهم المعاجم وأنواعها الشائعة التي غالبا ما يتحدث عنها علماء اللغة والمعاجم. ومع ذلك فإن تحديد أنواع المعاجم بهذه الأنواع السالفة لا يلقى قبولا من بعض علماء اللغة والمعاجم، خاصة من حيث الأسس والمعايير التي تصنف المعاجم على هدي منها، واختلاف معايير التصنيف بين العلماء يؤدي إلى أنواع كثيرة أو قليلة من المعاجم.


ليست هناك تعليقات