السلسلة الثالثة لتطبيقات مقياس المدارس اللسانية "ثانية لسانس" للموسم 2021/2022:
المستوى: ثانية
ليسانس السداسي:
04. المقياس:
مدارس لسانية . د. جلول تهامي.
السلسلة
الثالثة لتطبيقات مقياس المدارس اللسانية "ثانية لسانس" للموسم 2021/2022:
تابع المدارس اللسانية:
رأينا أن علم اللغة البنوي قد تزعمه دي سوسير فأرسى
قواعده في علم اللسانيات، فهو أول من دعا في محاضراته إلى دراسة اللغة من منظور
علمي بحت متبعا لذلك المنهج الوصفي الذي يبحث في قوانين اللغة ونظامها بعيدا عن
المعيارية أو الفيلولوجيا. لقد كانت محاضرات دي سوسير دفعة قوية لحركية الدراسات
اللغوية الغربية، فتعددت الرؤى والنظريات التي انبثقت عنها مدارس لسانية مختلفة
أهمها:
- مدرسة
جنيف. - المدرسة الروسية مع كارسفسكي. - مدرسة براغ مع تروبتسكوي وآخرون. - مدرسة
كوبنهاجن مع هلمسليف. - مدرسة لندن مع فيرث وآخرون. - مدرسة أندري مارتيني.
لا بد أن نذكّر بأن دعوات دي سوسير ومحاضراته
تزامنت مع نشر "بواس" لكتابه "الدليل
HANDBOOK" في الولايات المتحدة، وتزامنت أيضا مع نشر التشيكي
"ماتيزيوس" دعوته الأولى لمنهج جديد غير تاريخي، هذا الأخير سبق له
التدريس في جامعة "كارولين" في "براغ" حيث استطاع أن يجمع
حوله نخبة من العلماء ممن كانوا يشاركونه أفكاره فبدأ هؤلاء عقد اجتماعات دورية
منذ عام 1926 ومن ثم أطلق عليهم اسم "مدرسة براغ" .
أصبح هذا النادي فيما بعد يعرف بالمدرسة الوظيفية،
أو المدرسة الفونيمية، وهي تضم عددا من الباحثين الكبار فمن أقطابها: تروبتسكوي،
وجاكبسون، وكارسفسكي، وهولر من النمسا، والفرنسي أندري مارتيني... وغيرهم، وقد كان
لأفكار دي سوسير الأثر الكبير في بروز هذا الاتجاه اللساني الذي تميز بـ:
((دراسة نظام اللغة الكلي بمستوياته المختلفة النحوية
والصوتية والصرفية والدلالية دراسة وظيفية محضة))، فقد حلل لسانيو هذا الاتجاه
اللغة بهدف إبراز الوظائف التي كانت تؤديها مكوناتها البنوية المختلفة في استعمال
اللغة بأجمعها، لأنهم تجاوزوا التأمل والوصف إلى غاية أخرى هي السؤال عن الغاية من
الحدث اللغوي والبحث عن التفسير الموضوعي المقبول، وهذا ما ميز حلقة براغ عن غيرها
من المدارس الوصفية، ((أما علماء مدرسة براغ فكانوا ينظرون إلى اللغة كما ينظر
المرء إلى محرك محاولا أن يفهم الوظائف التي تؤديها أجزاؤه المختلفة وكيف تحدد
طبيعة جزء معين طبيعة الأجزاء الأخرى)) . وسميت هذه المدرسة بالمدرسة الوظيفية لأن
الباحث فيها يحاول دائما أن يكتشف ما إذا كانت كل القطع الصوتية التي يحتوي عليها
النص تؤدي وظيفة في التبليغ أم لا، يعني أنه يبحث عن القطع التي تلعب دورا هاما في
التمييز بين المعاني. أسست مدرسة براغ لما عرف باسم الصوتيات الوظيفية، (( ويتولى
هذا الفرع من اللسانيات الحديثة دراسة المعنى الوظيفي للنمط الصوتي ضمن نظام اللغة
الشامل، واستخراج كل الفونيمات[1]
وضبط خصائصها وتحديد كيفية توزيع ألفوناتها[2]))
.
إن دراسة
اللغة وظيفيا تعني في نظر الوظيفيين البحث عن الوظائف التي تؤديها في المجتمع
أثناء تواصل أفراده، فالباحث يسعى إلى الكشف عن القطع الصوتية التي تؤدي وظيفة
داخل التركيب، أي إنه يبحث عن ما يمكنه إحداث تغييرات على مستوى المعنى، وقد تولد
هذا الاتجاه عن الأعمال التي اهتمت بدراسة الظاهرة الصوتية ضمن الصوتيات الوظيفية
"الفونولوجيا"، ويعنى هذا التحليل الوظيفي بتحديد المميزات الصوتية
الفارقة في لغة من اللغات، ووضع النظام الفونيمي للغة، ونظام الخصائص التي تعرض
للفونيمات، والفونولوجيا بهذا المعنى وضع أسسها جماعة من اللغويين أشهرهم جاكبسون
وتروبتسكوي الذي قدم في كتابه "مبادئ الفونولوجيا" ((مناهج تحليل السمات
القطعية والفوقطعية، ودراسات حول الفونولوجيا الإحصائية، والفونولوجيا
التاريخية،... واعتنى بمفهوم الفونيم...بقوله: إن الفونيم هو أولا وقبل كل شيء
مفهوم وظيفي)) .
ومن الإنجازات الوظيفية لمدرسة براغ تطوير ماتيزيوس
"لمنظور الجملة الوظيفي" بتمييزه بين المسند إليه والمسند، حيث ((يرى
ماتيزيوس أن الجملة تنقسم إلى قسمين: الموضوع ويدل على شيء يعرفه السامع لأنه
غالبا ما يذكر في الجمل السابقة، والخبر ويدل على حقيقة جديدة تتعلق بالموضوع
المذكور، وبعبارة أخرى فالموضوع هو الاسم الذي تخبر عنه الجملة أو الكلمة التي هي
محور الكلام في جملة ما، والخبر هو كل ما يقال عن موضوع الكلام، وعادة ما يسبق
الموضوع الخبر إلا إذا كان الغرض التوكيد على بعض أجزاء الجملة)).والمقصود
بالموضوع هنا المسند إليه، والمقصود بالخبر المسند أو المخبر عنه فنحن عندما نصوغ
عباراتنا فلا نصوغها تبعا لما نريد أن نبلغه للسامع فحسب، ولكن تبعا لما يعرفه
مسبقا وتبعا لسياق الحديث الذي بنيناه حتى تلك اللحظة، ومن هنا تقسم الجملة إلى
قسمين الأول معروف لدى السامع وهو المسند إليه، والثاني هو المسند وهو ما ينص على
حقيقة جديدة تتناول ذلك الموضوع المحدد.
يبدو أن المنظور الوظيفي للجملة خطوة كبيرة للتوجه
نحو الوظيفية، فهو يقترب من أحد أهم المفاهيم الكبرى للتداولية ونعني بذلك متضمنات
القول وبالخصوص الافتراض المسبق ((وهو أحد عناصر التداولية حيث يوجه المتكلم حديثه
إلى السامع على أساس ما يفترض سلفا أنه معلوم له)) .
ومع لساني آخر هو جاكبسون يمكن أن نتلمس بعض مظاهر
الوظيفية، فقد كان رائدا في توضيح مبادئ الفونولوجيا التاريخية، وألح جاكبسون على
أن ((الطابع الوظيفي للغة يجب أن يشمل ليس الحالة الآنية للغة فحسب بل الحالة
التاريخية أيضا، وذلك من خلال دراسة التطور اللغوي عبر العصور، أو دراسة حالة
معينة للغة في وقت ما سواء تعلق الأمر بوصف تطور هذه الحالات أم إعادة بناء اللغة
الأم والعدول عن وضع حواجز بين الآنية والتزامنية)) ، وانصرف هو الآخر إلى
الاهتمام بتحليل الفونيمات إلى سماتها المكونة بدلا من اهتمامه بتوزيعها، ((ويتمثل
جوهر منهج جاكبسون في علم الأصوات الوظيفي في فكرته التي تقول إن هناك نظاما نفسيا
بسيطا نسبيا ومنتظما وكليا من الأصوات تحت الخضم الفوضوي الذي يضم شتى أنواع
الأصوات التي يلحظها عالم الأصوات)) .
من أهم مبادئ مدرسة (براغ
(fonctionnelle) مع جاكوبسن ومارتيني:
أولاً: وضعت هذه
المدرسة نظرية كاملة في التَّحليل الفونولوجي.
ثانيًا: تحديد الوظيفة
الحقيقية للغة، التي تتمثل بـ (الاتصال.
ثالثًا: اللغة ظاهرة
طبيعية، ذات واقع مادي يتصل بعوامل خارجة عنه.
رابعًا: الدعوة إلى
الكشف عن تأثر اللغة بكثير من الظواهر العقلية والنفسية والاجتماعية.
حوصلة:
المورفيم او المونيم: أصغر وحدة ذات معنى.
الحر: الجذر، الضمائر،
المقيد: لا معنى له وحده مثل السوابق اللواحق وما يدخل
على الكلمات. ال التعريف، أحرف المضارعة، التثنية، الضمائر المتصلة.
المورفيم الصفري: غير محقق
في الكتابة، كالضمائر المستترة، الإسناد، الصيغ الدالة في المشتقات....
الفونيم أو اللّافظ أو الصويت (Phoneme) هو في اللسانيات الفونولوجية، أصغر وحدة أساسية في
الدراسة الصوتية الحديثة لأية لغة بشرية يُميز بها المعنى.
يمكن تعريف الفونيم بأنه أصغر وحدة صوتية غير دالة تستعمل في بناء الكلام، وتؤثر فيه، بحيث لا يمكن
استبدالها بفونيم آخر دون تغير في المعنى، لذا قد يحمل الفونيم الواحد عدة تأديات
في لغة واحدة، قد تشكل هذه التأديات فونيمات مختلفة في لغات أخرى.
ومن ذلك ـ
على سبيل التمثيل في العربية ـ حرفُ الهجاء " ص " يتميَّزُ عـن حرف
الهجاء " س " في كلمتين "صارَ "و"سارَ " فيكون صوت
الصاد متمايزا عن صوت السِّين لأن اختلاف الكلمتين في المعنى يرجع إلى هذا
الاختلاف بين صوتي الحرفين، فالصاد والسين في العربية فونيمان مختلفان، في حين أن
هذاين الصوتين (الصاد والسين) يعتبران في الفرنسية والانجليزية فونيما واحدا.
تعريف
الفونيم : مقابل للحرف وهو كل حالة صوتية
تعتري الحرف بين التجريد والتجاور والحركة.
ويعرفه بلومفيلد الذي يعُدُّ أول من عرفها بأنه ((
أصغر وحدة من وحدات السمات الصوتية المتمايزة)).
ليست هناك تعليقات