1) الوظائف الخارجية:
١ - المبتدأ:
هو ما يحدد مجال الخطاب الذي يعتبر
الحمل بالنسبة إليه واردا[1]، مثل:
-
زيدٌ، قام أبوه.
الجملة
تتكون من ركنين:
ü
حمل: قام أبوه.
ü
ومبتدأ: زيد، وهو الذي يحدد المجال
الذي يعتبر إسناد مجموع الحمل إليه واردا.
ويشترط في المبتدإ أن يكون معرفة لا
باعتبار المعيار التركيبي المعروف "الألف واللام أو الإضافة"، وإنما
باعتماد معيار تداولي وهو إحالية المبتدإ،
بمعنى أن يكون المبتدأ صالحا للإحالة على ما بعده، ويكون المخاطب قادرا على
التعرف على ما يحيل إليه المبتدأ، فالإحالة على المجهول لا يفيد، فهو لحن تداولي[2].
يجب في المبتدإ أن يكون عبارة محيلة،
أي أن يكون المخاطب قادرا على التعرف على ما تحيل عليه، وقد انتبه النحاة العرب
القدماء إلى علة إحالية المبتدإ حيث أشاروا في معرض حديثهم عن ضرورة تعريف المبتدإ
إلى أن "الاخبار عن المجهول" لا يفيد، فمن مقومات نجاح عملية التخاطب أن
يتفق المتكلم والمخاطب على مجال الخطاب، أن يتعرف المخاطب على ما سيحدث عنه قبل أن
يحادث.
أما بالنسبة للمواقع فيمكن توضيحها
فيما يأتي:
المواقع في الجملة الاسمية:
م4، م2، م1
مØ فاعل {مركب"اسمي، صفة،
ظرفي، حالي"} (مفعول) (صفة)، م3.
المواقع في الجملة الرابطية:
م4، م2، م1
مØ ط فاعل {مركب"اسمي، صفة، ظرفي، حالي"} (مفعول) (صفة)، م3.
•
م1: أدوات الاستفهام
والشرط والمؤكدات...
•
مØ: المكونات التي تلحق
بها الوظائف التداولية البؤرة والمحور.
•
م2، م3: موقعا
المبتدأ والذيل بهذا الترتيب.
•
مواقع تحتلها وظيفتي الفاعل
والمفعول.
المكون المبتدأ وظيفة خارجية بمعنى أنه مستقل عن الجملة أو بعبارة
أدق مستقل عن الحمل ويمكن تبرير ذلك بـ:
o
المبتدأ لا يخضع لقيود الانتقاء التي
يضعها الفعل لموضوعاته، فمثلا:
الكتاب، شرب صاحبه شايا.
ينتقي الفعل الفاعل والمفعول بالقيدين "حي، سائل"، ولا
ينتقي المبتدأ.
o
المبتدأ غير خاضع لمطابقة المحمول.
o
لا يدخل المبتدأ في حيز القوة
الإنجازية:
*أخوك أعدك
أنه سيزورك إذا.
*زيد أنجح
مشروعه أم فشل.
((المبتدأ وظيفة تداولية خارجية فعلا، غير أن هذا لا يعني أن المبتدأ
لا يشكل جزءا من الجملة ولا يعني أنه مستقل عنها الاستقلال الذي يبيح أن تلي أية
جملة أي مبتدأ، لقد رأينا ونحن نعرف المبتدأ أن من عناصر هذا التعريف الأساسية أن
يكون الحمل واردا بالنسبة لمجال الخطاب ومبدأ الورود هذا يحتم أن تكون ثمة بين
المبتدإ والجملة التي تليه علاقة تجعل الجملة صالحة لأن تحمل على المبتدإ كما نرى
من لحن الجملتين أسفله))[3].
-
السيارة، تفتحت أكمامها.
-
الوردة، نجا سائقها.
يلتبس المبتدأ في بعض من خصائصه مع المحور والذيل والبؤرة، ويمكن
تفصيل ذلك بما يأتي:[4]
تقارب بين المبتدإ والمحور:
ü
تشابه تعريفهما كوظيفتين تداوليتين
إذ المحور يقوم تعريفه على فكرة أنه محدّث عنه.
ü
تجاورهما من حيث الموقع حين يتصدر
المحور الجملة.
ü
تماثل إعرابهما إذ يرفع المحور في
غالب أحواله.
لكن يمكن التمييز بينهما فيما يلي:
المبتدأ وظيفة خارجية لا تنتمي إلى
الحمل، والمحور وظيفة داخلية.
يشكل المحور موضوعا في البنية
الحملية، فيأخذ وظيفة دلالية وتلحق به وظيفة تركيبية معينة إلى وظيفته التداولية.
تقارب المبتدأ والذيل:
ü
كلاهما وظيفة خارجية لا تنتمي إلى
الحمل.
ü
يماثل الذيل المبتدأ إعرابا.
ويتميز الذيل عن المبتدأ:
يحدد المبتدأ مجال الخطاب الذي يعتبر
حمل الجملة عليه واردا بيد أن الذيل يضيف أخبارا من شأنه أن يوضح أو يصحح أو يعدل
ما ورد في الجملة.
في آليات إنتاج الكلام يضع المتكلم
مجالا للخطاب ثم يحمل عليه جملة واردا حملها عليه، أما الذيل فالمتكلم ينشيء
الجملة ثم يضيف أخبارا إليها ليوضح أو يصحح أو يعدل كلامه لذا يتموقع الذيل عند
تمام الجملة.
تقارب المبتدأ والبؤرة:
ü
عندما ترد البؤرة في صدر الجملة.
ü
التشابه من حيث التعريف.
ü
الحالة الإعرابية الرفع.
لكن ما يخالف بين البؤرة والمبتدإ أكثر مما يؤالف:
البؤرة عموما تحمل الجديد أي ما لا
يعتبر مشتركا بين المتكلم والمخاطب في الوضع التخابري.
البؤرة وظيفة داخلية والمبتدأ وظيفة
خارج البنية الحملية.
البؤرة تأخذ حالتها الإعرابية بمقتضى
الوظيفة التركيبية الرفع للفاعل، بينما يأخذ المبتدأ حالته الإعرابية من وظيفته
التداولية.
لا تخضع البؤرة لشرط الإحالية.
٢
- الذيـل:
يحمل الذيل المعلومة التي توضح
معلومة داخل الحمل أو تعدلها[5]، بمعنى هو المكون الذي
يوضّح معلومة داخل الحمل أو يعدّلها أو يصححها، فالذيل على هذا ثلاثة أنواع:
-
ذيل توضيح.
-
ذيل تعديل.
-
ذيل تصحيح.
ويكون ذلك وفقا لإنتاج الخطاب بحسب
مقاماته، ويؤيد التمييز بين أنواع الذيول هذه:
o
أنها تطابق ثلاث عمليات إنتاج خطاب
مختلفة.
o
أنها تظهر في بنيات متمايزة.
-
ذيل التوضيح: يرى المتكلم أن
المعلومة الـتي أعطاها بحاجة إلى توضيح يزيل إبهاما مثل: أخوه مسافر، زيد.
-
ذيل التعديل: يظهر خصوصا في البنيات
البدلية، يعطي المتكلم معلومة ثم يدرك أنها ليست المقصودة بالضبط فيضيف المعلومة
التي تعدلها مثل: قرأت الكتاب، نصفه.
-
ذيل التصحيح: يعطي المتكلم معلومة ثم
ينتبه إلى أنها ليست المعلومة المقصودة فيضيف معلومة تصححها مثل: قابلت اليوم
زيدا، بل خالدا.
ويتميز الذيل بالخصائص الآتية:[6]
•
يتميز الذيل عن النعت والتوكيد بكونه
مكونا خارجيا ليس من مكونات الحمل.
•
يأخذ حالته الإعرابية بمقتضى الوظيفة
الدلالية أو الوظيفة التركيبية التي يرثها عن المكون المعدل أو المصحح بوصفه يعوض
هذا الأخير في حين أن النعت والتوكيد يتبعان في إعرابهما رأس المركب الاسمي الذي
يشكلان فضلته.
•
يشترط في ذيل التوضيح باعتباره حاملا
لمعلومة تستهدف إزالة إبهام وارد في الحمل أن يكون عبارة محيلة.
•
يأخذ الذيل الحالة الإعرابية الرفع
بمقتضى وظيفته التداولية نفسها، ويأخذ الحالة الإعرابية بمقتضى الوظيفة الدلالية
أو الوظيفة التركيبية التي يرثها عن المكون المقصود تعديله أو تصحيحه.
•
يحتل المكون الذيل الموقع م3
وذلك راجع لآلية إنتاج الكلام.
٣
- المنادى:
لم يرد المنادى في النحو الوظيفي
كوظيفة من الوظائف التداولية، وإنما أضاف هذه الوظيفة الأستاذ أحمد المتوكل، ((نرى
أن من الوارد أن تضاف إلى الوظائف التداولية الأربع المقترحة في إطار النحو
الوظيفي وظيفة خامسة: وظيفة المنادى ويزكي اقتراحنا إضافة هذه الوظيفة أن الوصف
اللغوي الساعي إلى الكفاية لا يمكن أن يغفل المكون المنادى لوروده في سائر اللغات
الطبيعية ولغنى خصائصه في بعضها كاللغة العربية))[7].
والمنادى وظيفة تسند إلى المكوّن
الدال على الكائن المنادى في مقام معين، ويجب التمييز هنا بين النداء كفعل لغوي
والمنادى كوظيفة تسند إلى أحد مكونات الجملة[8].
تسند وظيفة المنادى إلى المكون الدال
على الكائن المدعو، ويشترط في المكون المنادى أن يحيل على كائن حي وهذا بمثابة قيد
من قيود الانتقاء الضابطة لإدماج المكونات، كما يستوجب أن يكون المكون المنادى
محيلا على المخاطب.
ويمكن أن نجمل القول في المنادى
كوظيفة تداولية فيما يأتي:[9]
-
تدمج أدوات النداء على أساس
المعلومات الموجودة في البنية الوظيفية عن طريق قواعد التعبير التي تنقل البنية
الوظيفية للجملة إلى بنية مكونات.
-
للمنادى تموقع خارجي بمعنى أنه لا
يدخل في البنية الحملية.
-
فيما يتعلق بالحالة الإعرابية
للمنادى فإنه يرد مرفوعا ومنصوبا.
[1] ) المتوكل أحمد،
الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى،
1985، ص 115.
[2] ) المرجع السابق، ص 119/120.
[3] ) المتوكل أحمد، الوظائف التداولية
في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 127.
[4] ) المرجع السابق، ص 130-142.
[5] ) المتوكل أحمد، الوظائف التداولية
في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 147.
[6] ) المرجع السابق، ص 148-159.
[7] ) المتوكل أحمد، الوظائف التداولية
في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 160.
[8] ) المرجع السابق، ص 161.
[9] ) المرجع السابق، ص 171-180.
ليست هناك تعليقات