التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

٢ - المحـور:


وهو المكوّن الدال على من  يكون مناط الحديث عنه في الجملة، ((تسند وظيفة المحور إلى المكون الدال على ما يشكل المحدّث عنه داخل الحمل، ويأخذ هذا المكون وظيفة بمقتضى الوضع التخابري القائم بين المتكلم والمخاطب في طبقة مقامية معينة))[1] .
-                  متى رجع زيد.  
-                  رجع زيد البارحة.
يشكل زيد في الجملة الأولى محور الاستخبار، وفي الجملة الثانية محور الإخبار.
ولا يسوغ أن تسند وظيفة المحور إلى أكثر من مكون واحد استنادا إلى أن تعدد محاور الخطاب يحدث تشويشا على عملية التواصل وقد يؤدي إلى إفشالها[2]، وتسند الوظائف التركيبية ثم الوظائف التداولية داخل الحمل إلى موضوعات البنية الحملية التي تحمل على مستوى هذه البنية نفسها وظائف دلالية ويتم إسناد الوظائف التركيبية والوظائف التداولية عن طريق تطبيق قواعد إسناد الوظائف التي تنقل البنية الحملية إلى بنية وظيفية[3].
 ماض رجع فعل (س1: زيد (س1)) منفذ فاعل محور.
                  2: البارحة (س2)) زمن بؤرة جديد.
-                   زيد مريض.
حاضر مريض صفة (س1: زيد (س1))Ø.
المحدد فيها زمان المحمول "حاضر" ومقولته "صفة" والوظيفة الدلالية Ø التي يحملها الموضوع الوحيد (س1).
تسند الوظيفة التركيبية الفاعل إلى الموضوع (س1) فينتج عن ذلك البنية الجزئية:
حاضر مريض صفة (س1: زيد (س1)) Ø فاعل.
ثم تسند الوظيفة التداولية المحور إلى الموضوع (س1) الدال على الشخص المحدث عنه والوظيفة التداولية بؤرة الجديد إلى المحمول باعتباره حاملا للمعلومة الجديدة بالمعنى الذي حددناه فيتم بذلك بناء البنية الوظيفية:
حاضر مريض صفة بؤرة جديد (س1: زيد (س1)) فاعل محور.
وتنقل عن طريق تطبيق قواعد التعبير البنيتان الوظيفيتان إلى بنيتين مكونيتين تتحققان بواسطة القواعد الصوتية في شكل الجملتين السابقتين[4].
إذن تسند الوظائف الدلالية والوظائف التركيبية والوظائف التداولية إلى موضوعات الحمل على أساس:[5]
-                  أن لا موضوع يأخذ أكثر من وظيفة واحدة من نفس المستوى الوظيفي(أكثر من وظيفة دلالية أو أكثر من وظيفة تركيبية أو أكثر من وظيفة تداولية) داخل نفس الحمل "قيد أحادية الإسناد".
-                  أن لا وظيفة تسند إلى أكثر من موضوع واحد داخل نفس الحمل لكن يستثنى من هذا القيد الوظائف التداولية، حيث إن نفس الوظيفة التداولية يمكن أن تسند إلى أكثر من مكون واحد في نفس الحمل، فوظيفة المحور يمكن أن تسند إلى أكثر من مكون واحد مثلا:
ü                أعطى زيد الكتاب عمرا.
ماض أعطى فعل (س1: زيد (س1)) منفذ فاعل محور.
                  2: الكتاب (س2)) متقبل مفعول محور.
                  3: عمرا (س3)) مستقبل بؤرة جديد.
يمكن إسناد وظيفة المحور إلى أي مكون من مكونات الحمل شريطة أن يكون دالا على المحدّث عنه كما ينص على ذلك تعريف هذه الوظيفة وإلا يكون حاملا لوظيفة تداولية أخرى، ((يزكي فرضية أسبقية المكون الفاعل على غيره من المكونات في أخذ الوظيفة التداولية المحور حصر النحاة العرب القدماء لعلاقة ما أسموه بالإسناد بين الفعل -أو ما يقوم مقامه- والفاعل أو نائبه مصطلحين على تسمية الأول مسندا والثاني مسندا إليه))[6].
تأخذ المكونات الداخلية حالتها الإعرابية بمقتضى وظيفتها الدلالية أو وظيفتها التركيبية وفقا للمبدأ الآتي:[7]
-                  إذا كان المكون حاملا لوظيفة دلالية فقط (متقبل، مستفيد، زمان، مكان...) فإنه يأخذ الحالة الإعرابية التي تخوله إياها هذه الوظيفة "الحالة الإعرابية النصب إذا لم يكن داخلا على المكون حرف جر".
-                  إذا كان المكون حاملا بالإضافة إلى وظيفته الدلالية إحدى الوظيفتين التركيبيتين الفاعل والمفعول فإنه يأخذ الحالة الإعرابية التي تقتضيها وظيفته التركيبية الرفع بالنسبة للوظيفة الفاعل والنصب بالنسبة للوظيفة المفعول.
-                  يأخذ المكون المسندة إليه وظيفة المحور، باعتباره مكونا داخليا -مكونا يشكل موضوعا من موضوعات الحمل- حالته الإعرابية بمقتضى وظيفته الدلالية أو وظيفته التركيبية"إذا كان حاملا بالإضافة إلى وظيفته الدلالية وظيفة الفاعل أو وظيفة المفعول".
يخالف النحو الوظيفي في هذا رأي النحاة العرب، ((يعتبر النحاة العرب القدماء أن المكون المتصدر للجمل مثل: [زيد مريض] مبتدأ يأخذ الحالة الإعرابية الرفع بمقتضى وظيفة الابتداء...المكون المتصدر لهذا النمط من البنيات مكون داخلي تسند إليه بهذا الاعتبار وظيفة دلالية ووظيفة تركيبية ويأخذ بالتالي حالته الإعرابية الرفع بمقتضى الوظيفة التركيبية الفاعل المسندة إليه، ففي الجمل:
-                   [زيد، علمت أنه عاد من السفر.].
-                   [زيد، أخوه متفوق في الدراسة.].
المكون "زيد" مكون خارجي بالنسبة للحمل لا يحمل، بهذا الاعتبار، وظيفة دلالية ولا وظيفة تركيبية وإنما يحمل وظيفة تداولية فحسب"وظيفة المبتدأ" ويأخذ بالتالي حالته الإعرابية الرفع بمقتضى وظيفته التداولية ذاتها))[8].

قاعدة موقعة المحور:[9]
تترتب المكونات داخل الجملة الفعلية في اللغة العربية حسب البنية الموقعية الآتية:
م4، م2، م1 م Ø فعل فاعل (منفذ) (صفة) ، م3.
م4، م2، م3: مواقع خارجية، ثلاثة تحتلها مكونات لا تنتمي إلى حمل الجملة ليست موضوعات للمحمول:
-                  الموقع م4 الذي يحتله المنادى.
-                  الموقع م2 الذي يحتله المبتدأ "المكون المحدد لمجال الخطاب".
-                  الموقع م3 المخصص للمكون الذيل.
ومواقع داخلية تحتلها المكونات المنتمية إلى الحمل بالشكل الآتي:
-                  يحتل الموقع م1 الأدوات والصدور.
-                  يحتل الموقع مØالمكون المسندة إليه وظيفة بؤرة المقابلة أو المكون المسندة إليه وظيفة المحور أو اسم الاستفهام.
-                  يحتل الموقعين الفاعل والمفعول المكونان الحاملان للوظيفتين فاعل أو مفعول.
-                  يحتل الموقع "صفة" المكون الذي يحمل فقط وظيفة دلالية.


[1] )  المتوكل أحمد، الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 69.
[2] ) المتوكل أحمد، قضايا اللغة العربية في اللسانيات العربية _ البنية التحتية أو التمثيل الدلالي التداولي- ، دار الأمان للنشر والتوزيع، دون ط، الرباط، 1995، ص 132.
[3] )  المتوكل أحمد، الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 71.
[4] )  المتوكل أحمد، الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 72/73.
[5] )  المرجع السابق، ص 73.
[6] )  المتوكل أحمد، الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 75.
[7] )  المرجع السابق، ص 75/76.
[8] )  المتوكل أحمد، الوظائف التداولية في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985، ص 77/78.
[9] )  المرجع السابق، ص 82.

ليست هناك تعليقات