التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

صف لي عليّا:

 قال معاوية رضي الله عنه لضرار الصّدائى: يا ضرار، صف لي عليّا.

 فقال :اعفنى يا أمير المؤمنين.

 قال: لتصفه.

 فقال: أما إذ أذنت فلا بدّ من صفته:

كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدّمعة، طويل الفكرة، يقلب كفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللّباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن- مع تقريبه إيّانا، وقربه منا- لا نكاد نكلمه لهيبته، ولا نبتدئه لعظمته، يعظم أهل الدين، ويحبّ المساكين، لا يطمع القوىّ في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضا على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكى بكاء الحزين.

 ويقول: يا دنيا إليك عنّى! غرّى غيرى، أإلي تعرّضت، أم إلي تشوّفت؟ هيهات! قد باينتك ثلاثا، لا رجعة لي عليك؛ فعمرك قصير، وخطرك حقير، وخطبك يسير؛ آه من قله الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق!

 فبكى معاوية حتى أخضلت دموعه لحيته؛ وقال: رحم الله أبا الحسن! فلقد كان كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟

 قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها!

ليست هناك تعليقات