التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

المحاضرة الأولى في مقياس المعجمية العربية للسنة الثالثة ليسانس لغة للموسم 2022/2023:

 

المستوى: ثالثة ليسانس د. لغوية.    السداسي: 05.     المقياس: معجمية "محاضرة".           د. جلول تهامي.

 

المحاضرة الأولى في مقياس المعجمية العربية للسنة الثالثة  ليسانس لغة  للموسم 2022/2023:

تقديم:

لقد كان المعجم العربي ضاما لمختلف المنتج الفكري ومستوعبا للعطاء الإنساني للأمة العربية وقد نُقل مشافهة بالرواية في ظروف ملائمة جدا لذلك، إلا أن التغير التاريخي بفعل الفتوحات الإسلامية واندماج ثقافات الشعوب بعضها ببعض وذوبان الأجناس في المعطى الحضاري الحديث أثّر بفاعلية وعمق في جدوى طرائق التلقي الشفوي وأصبحت الأمة بحاجة لتدوين التراث ضمانا له من عوامل الزمان وتشتت الأهواء وتغير الأحوال في عالم تحكمه الصراعات ويحدد مصيره نظام التداول الذي يؤول بكل حضارة إلى الانقراض أو التهميش أو الجمود أو التقهقر عن مجال التأثير في النفس والغير، غير أن الموروث العربي العميق والكثيف قد استفاد إلى حد كبير من عمليات النقل التي تمت بالمشافهة وانتهت إلى التدوين ليؤسس العرب بعد ذلك لما يسمى بالقواميس اللغوية التي أخذ الاشتقاق لها من التماوج الذي في البحر كثافة وتلونا وتراكما وتنوعا، وقد ذكر علماء المعاجم  أن القاموس هو كتاب من الناحية الاصطلاحية، كتاب لغوي يضم قدرا ضخما من المفردات مرتبة حسب حروف الهجاء الأبجدية.

والمعجم من الحروف _ في العربية_ عكس المهمل، أما اصطلاحا فالمعجم مأخوذ من عدم الإبانة وعدم الإظهار للمنطوق وقد استعمل في الاصطلاح للدلالة على ما يبين اللفظ ويزيل غموضه وقد أبدلت الحروف المعجمة بمحددات صوتية رسمت شكلا على الحروف لتميز بين المعجم منه والمهمل وقد توسع الأدباء وعلماء اللغة في هذا الأمر وتفننوا فيه حيث أعطوا نصوصا بديعة في هذه الصنعة، فجاء أحدهم بخطبة كاملة بكلمة معجمة وأخرى مهملة، افتتحها بقوله: الكرم ثبت الله جيش سعودك يزين،واللؤم غض الدهر عين حسودك يشين.

وجاء الآخر بكلمتين معجمتين وكلمتين مهملتين فقال: مودته تدوم لكل هول، وهل كل مودته تدوم.

المعجمية:

o      هي دراسةُ معنى "المصطلح" ، لغةً واصطلاحًا، مرتكزة في ذلك على مصادرها التي تتوزع بين المعاجم اللُّغوية والمعاجم الاصطلاحيَّة، وما في حكمهما.

o      أوهي دراسةٌ لمعنى المصطلح في المعاجم بشقَّيها اللُّغوي والاصطلاحي، تبتدئ من أقدمِها مسجلةً أهمَّ ما فيه، إلى أحدثها مسجِّلةً أهمَّ ما أضاف.

o      ولحلمي خليل تعريف يرى فيه أن: "المعجميَّة فرع من فروع علم اللغة، يقوم بدراسة وتحديد مفردات أيِّ لغة، ودراسة معناها، ودلالتها المعجمية بوجهٍ خاص، وتصنيف هذه الألفاظ؛ استعدادًا لعمل المعجم، فالمعجميَّة علمٌ نظري يدرس المعنى المعجميَّ وما يتَّصل به من قضايا دلالية".

نخلص إلى:

                           ü            المعجمية هي تقنية صنع المعاجم والتحليل اللغوي لهذه التقنية.

                           ü            والمعجمي هو الذي يدرس القضايا المتعلقة بالمعجم.

                           ü            والمؤلِّف المعجمي هو الذي يصنع تلك المعاجم.

أول ما يلحظه الباحث في هذا الميدان هو المصطلح الأجنبي  Lexicology وما يقابله من مصطلحات في العربية، لكن الراجح هو أن  المعجمية" تشمل علمين أساسيين هما "علم المعاجم النظري" و"علم المعاجم التطبيقي أو صناعة المعجم" اللذان يقابلان في الإنجليزية Lexicologyو Lexicography بهذا الترتيب.

v              المُعجمية بضم الميم مصطلح عربي وضعناه، ونعني به ما هو معروف في :

-      الفرنسية ب :ـ Lexicologie

-          والإنجليزية : Lexicology

علم المعاجم:

    ü            العلم الذي يهتم بدراسة الألفاظ من حيث اشتقاقاتها وأبنيتها، ودلالتها، وكذلك بالمترادفات والمشتركات اللفظية والتعابير الاصطلاحية والسياقية، فعلم المفردات يهيء المعلومات الوافية عن المواد التي تدخل في المعجم.

    ü            ذلك العلم النظري الذي يهتم بدراسة دلالة ومعاني المفردات والكلمات، وهي بذلك_المعجمية_ تشكل فرعا من فروع علم اللغة العام.

    ü            هو فرع من فروع علم اللغة المعاصر يقوم بدراسة المفردات وتحليلها في أية لغة وخاصة معناها ودلالتها المعجمية.

« Lixical meaning »: هذا العلم ينقسم إلى قسمين كبيرين:

*   علم المعاجم النظري: lixicology

*   علم المعاجم التطبيقي: lixicography

فالأول:  يهتم بدراسة المفردة في لغة محددة في زمان ما ومكان ما وبيئة معينة وهي دراسة تتعلق بالمبنى وبالمعنى.

-          المبنى: الاشتقاق، الصرف، الصيغ المتلونة،دلالتها الصرفية والنحوية ...

-          المعنى: المشترك اللفظي، الضد، العلاقات الدلالية، الترادف، التلازم، تعدد المعنى،.....

أو هو -علم المعاجم النظري- علم يهتم بدراسة المفردة في لغة واحدة أو عدة لغات من حيث المبنى والمعنى.

أما الثاني: فهو دراسة كيف يصنع المعجم، ويقوم فن صناعة المعجم على جانب التجميع للمفردة وهو عملية حصرية للتراث تقوم على الاستقراء والتتبع لمجمل المنطوق عبر البيئة العربية الفصيحة، ويلي التجميع اختيار المداخل والترتيب حسب نظام معين من أنظمة الترتيب  ثم الشروح وختاما نشر الناتج قاموسا.

إذ يقوم فن صناعة المعجم على ما يلي:

o      جمع المفردات.

o      اختيار المداخل.

o      ترتيب المداخل.

o      كتابة الشروح والتعريفات تحت كل مدخل.

o      نشر الناتج قاموسا.

     العربية:

  أما العربية فجاءت من يعرب بن قحطان، ويرى البعض أنها سميت عربية لأنها تعرب وتفصح وتبين، ويلتقي هذان الرأيان في أن يعرب بن قحطان سمي يعربا لأنه كان فصيحا ومبينا.

يقول د. حلمي خليل: "إن في معاجمنا العربية ثروة من الدراسات المعجمية لا تقل شأنا عن مثيلاتها فيما يقرؤونه من دراسات في علوم اللغة والمعاجم اليوم".

ففي المعجمية العربية عناية خاصة بمعني المادة اللغوية ويظهر هذا جليا في معجم مقاييس اللغة لابن فارس، وهناك أيضا عناية خاصة بالمعاني المجازية يمثل لها بمعجم أساس البلاغة للزمخشري، وهناك شرح دقيق مخصص لمفردات غريب القرآن، إضافة إلى معجم القاموس المحيط للفيروز أبادي الذي يمتاز  بسهولة الوصول إلى المطلوب من المفردات.

موضوع علم المعاجم:

يهتم علم المعاجم بدراسة البنية الشكلية للوحدات المعجمية من حيث صيغتها وأصلها الاشتقاقي أو عناصرها المكونة لها وعلاقتها بدلالاتها، فيدرس هذه الوحدات من حيث دلالتها المعجمية العامة، ودلالتها الخاصة التي تكتسبها بالتطور أو بالاستخدام في المجالات والحقول المختلفة ويهتم على الخصوص بدراسة اللفظ في علاقته بغيره من الألفاظ كعلاقة الترادف أو التضاد أو الاشتراك، وغير ذلك من الموضوعات الشبيهة بما ذكر.

الموضوعية في الدراسة المعجمية:

حتى تتسم أية دراسة معجمية بالموضوعية لابد لصاحبها من التقيد بقيود أهمها:

-          أن تستوعب الدراسة جميع الملفوظ من المادة المراد دراستها من مصادرها المختلفة.

-          أن لا تهمل الدراسة معنى من المعاني التي تختص بها المادة اللغوية المدروسة.

إن الكلمات والألفاظ التي نستعملها قد تلفظت بها الأجيال السابقة بقيم مختلفة، لذلك فإن بين علم المعاجم الوصفي وعلم المعاجم التاريخي تكاملا وليس استمرارا. فينبغي إذن على علم المعاجم أن يدرس المفردات ليس فقط في الحالة الثابتة للغة وخلال مرحلة معينة، يعني من وجهة نظر سانكرونية، ولكن أيضا تاريخية أي من زاوية دياكرونية لمعرفة كيف تتغير المفردات عبر مختلف القرون، ومدى إفقار وإغناء معجم لغة معينة، ومدى تطور الكلمات أو مجموع الكلمات.

الأثر الاجتماعي على علم المعاجم:

إذا كانت اللغة انعكاسا للمجتمع، فهناك علاقات وثيقة بين استعمال اللغة وشكلها من جهة، وبين سيرورة المجتمع وبنياته من جهة أخرى، فمثلا: الكلمات والأسلوب الذي نستعمله يعكسان بنيات اجتماعية محددة، تتجلى هذه الخصوصية إذن في كون هذه العلاقة لا تنطبق على كل المجالات اللسانية، ففي الوقت الذي يظل فيه النظام النحوي عصيا على التغير ثابتا على أًصوله القديمة يظهر المعجم على عكس ذلك عنصرا متحركا يخضع لأبسط
التحولات التي تقع في الوسط الاجتماعي.

حوسبة المعاجم:

يعد علم المعاجم أكثر العلوم اللغوية حاجة إلى استعمال الحاسوب، مرد ذلك إلى كون المعجم بنية معقدة لدرجة يتعذر معها الخوض في التفاصيل الدقيقة والمعطيات المتشابكة للكشف عن أسرارها الداخلية باستعمال الوسائل اليدوية التقليدية، وهكذا أصبح الحاسوب مطلبا أساسيا تفرضه طبيعة المعجم.

يسهل الحاسوب _في مجال الدراسات المعجمية_ العمليات الإحصائية التي تعتمد الجرد ولغة الأرقام، حيث تشكل المفردات باعتبارها موضوع الإحصاء المعجمي أرقاما قابلة للطرح والقسمة والجمع، وهكذا يستخدم
الحاسوب وخوارزميات البرمجة  في المعالجة الآلية للثروة المعجمية لتسهيل الوصول إلى المادة وكذا التحليل الإحصائي.

اليوم وفي زمن الذكاء الصناعي لا بد أن يلج المعجمي والمؤلِّف المعجمي هذا الميدان ففي الصناعة المعجمية ما يتطلب ويتجاوب مع المعالجة الآلية للغة، كالعلاقات التي تربط بين مفردات المعجم مثل العلاقة بين جذور الكلمات ومختلف الصيغ الصرفية والاشتقاقات ،أو القضايا المتعلقة بمعاني الألفاظ، كالترادف والاشتراك اللفظي والتضاد إلى غير ذلك من الخدمات التي يقدمها الحاسوب لإبراز كثير من جوانب منظومة المعجم بصورة أوضحواستعمال أيسر.

 علم المعاجم في علاقته مع علم الدلالة:

يختص "علم المعاجم" بدراسة اللغة البشرية الطبيعة بكيفية ما من خلال دراسة مفرداتها. وإذا أردنا أن ننظر في علاقة القرابة بين العلمين فإننا نجد أن "علم الدلالة" يهدف إلى دراسة المدلولات اللغوية التي تشكل القاسم المشترك ليس فقط بينه وبين علم المعاجم بل حتى مع علوم أخرى كالتداولية والسيمولوجية.

جاء في كتاب التعريفات للجرجاني: ((الدلالة هي استخدام المُفردات استخداماً مُعيّناً ضمن نَسَق لُغويّ مع مُفردات أخرى مع وُجود علاقات بينهم)).

لكن الدلالة لا تقتصر على الدليل اللغوي وإنما تتعداه إلى غيره. مامعنى هذا؟

في اللسانيات جاءت ثنائية الدال والمدلول بمثابة قسمين للعلامة أو الدلالة أو الرّمز الذي تحدث عنه سوسير، فالدال عنده هو الحرف المكتوب أو البصمة الصوتيّة على اعتبار أنّ أصل اللغة أن تكونَ منطوقة، أمّا المدلول فهو الصورة الذهنية التي تتشكل لدى الإنسان عند سماعه الصوت أو رؤيته للحرف، وبالتالي فإنّ الكلمات هي تركيب علاقات تربط بين الدال المدلول، فكلمة شجرة هي الدال، والصورة الذهنيّة التي يتصوّرها العقل للشجرة هي المدلول.

فكلّ رمز يختلف باختلاف مدلولات الدال، حسب المجتمع الذي شاع وانتشرَ به الرمز وثبت فيه معناه.

 فمثلًا كلمة سيارة قديمًا دالّ، والصورة الذهنية لها أي المدلول هي مجموعة من الناس يسيرون لطلب أمر ما، في حين أن ما اتفق عليه الناس حاليا أن السيارة دال، أو المدلول والصورة الذهنية لها أنها اسم آلة لحمل الركاب ونقلهم.
دلالة المفردات:

 قسم يدلُّ على مدلولٍ عامٍّ أو شامل، مثل: رجل.

قسم يدلُّ على كيفيّة، مثل: طويل.

 قسم يدلُّ على حدث، مثل: جاء.

 قسم يدلُّ على ذات، مثل: محمد.

علم المعاجم في علاقته مع علم الصرف:

علم الصَّرف هو عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك...، فعلم الصرف يتعامل مع مباني الكلمات من حيث تكوين عناصرها الأولية، فهو المصدر الأساسي لتوالد مفردات اللغة ونموها إذ به وسائل عديدة لتكوين مشتقات جديدة من العناصر المعجمية.

 للصرف إذن دور في تصنيف الكلمات حسب بنيتها الشكلية، أي حسب الجذور والسوابق واللواحق، وحسب مشتقاتها. وفي تحليل العلاقات الداخلية التي تربط مفردات المعجم وفصائله المختلفة، وهنا يتقاطع علم الصرف مع عمل المعجمي والمؤلف المعجمي اللذان يعملان على دراسة وتصنيف الحقول التي تهتم بمظهر الكلمات مثل حقول المشتقات وحقول المفردات التي لها نفس اللواحق والسوابق، لكنهما يتجاوزان دراسة مباني الكلمات إلى دراسة الصلة بين مباني الكلمات ومعانيها المعجمية. فالمعجمي باعتباره المنظّر والموجّه لصناعة المعجم يهتم أيضا بقضايا الصرف لارتباطها الوثيق بالمعجم، لأن الجذور تشكل الوحدة الأساسية لبناء المعجم الذي يعتمد المداخل المعجمية في العربية

علم المعاجم في علاقته مع علم المصطلح:

المصطلح هو اللفظ المستعمل المتفق عليه لدى طائفة معينة من أصحاب العلم أو الفن أو الصناعة، الضيق في مفهومه، الذي أُ خرج من معناه اللغوي العام إلى مفهوم علمي خاص.

وعلم المصطلح هو علم لساني حديث غايته النظر المعمق في المصطلحات لمختلف العلوم فهو بحث في المصطلحات العلمية والتقنية. ويمكن أن تعد المصطلحية علما مستقلا بذاته لما نلمسه من مظاهر اختلاف بينه وبين علم المعاجم، ويمكن أن تعد امتدادا لعلم المعاجم. أما ما يشترك فيه العلمان معا فهو كيفية معالجة ودراسة الوحدات اللغوية.

ويظهر الفرق بينهما كما يأتي:

ü     في البحث المعجمي نركز اهتمامنا على اللغة المشتركة التي قوامها ألفاظ اللغة العامة.

ü    في علم المصطلح نهتم بلغة خاصة هي التي تنظم كل مصطلح علمي أو تقني خصصه الاستعمال في علم معين أو فن بذاته أو صناعة من الصناعات،

أنواع القواميس:

تُقسم القواميس إلى ثلاثة أنواع: القاموس اللغوي، القاموس التخصصي، وقاموس الترجمة.

01-   القاموس اللغوي: كتاب العين للفراهيدي، المحيط للفيروز أبادي، لسان العرب لابن منظور...

02-  القاموس التخصصي: القاموس الإداري، والبحري، والقانوني، والزراعي، والطبي ...

03-  قاموس الترجمة: وهي قواميس تنقل المعاني من لغة إلى لغة أخرى.

 

ليست هناك تعليقات