التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

المحاضرة الثانية في مقياس المعجمية للسنة الثالثة ليسانس لغة للموسم 2022/2023:

 

 المستوى: ثالثة ليسانس.    السداسي: 03.     المقياس: معجمية "محاضرة".           د. جلول تهامي.

 

المحاضرة الثانية  في مقياس المعجمية للسنة الثالثة  ليسانس لغة  للموسم 2022/2023:

ظهور المعاجم:

إن بدايات الـتأسيس لفقه اللغة الإنساني ترتبط ببيئة ومحيط هذا الإنسان لكن القاموس الإنساني كان محدودا جدا فاضطر الإنسان إلى التوسع في اللغة بعد تلمسه لبيئته.

إن لغة الحي امتداد للغة الميت، فاللغة مفروضة على الأفراد تتناقلها الأجيال بحتمية تاريخية فكل ما في اللغة منقول عن أشكال سابقة هي الأخرى منقولة عن أنماط أكثر  بدائية فنظام اللغة متجدد ما دامت الكلمات لا تخضع لقانون ثابت يُلزمها بمدلولاتها.

أما العربية فهي لغة القرآن الكريم، وزمان النبوة يمثل أوجّ ما وصل إليه المنطوق الإنساني فكان القرآن الكريم حقّا معجزة، ولو كان هناك بيئة أبلغ من البيئة العربية لنزل فيها القرآن، فالقرآن الكريم قد لوى أعناق البلغاء العرب حتى أذعنوا له، وبعد نزول القرآن كان هو الوعاء المضمن للعربية.

﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ٢٣ [البقرة: 23]

﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ١٣ [هود: 13]

﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا٨٨ [الإسراء: 88]

وفي مرحلة أخرى كانت الرسائل: في الكرم، وفي الإنسان، وفي الحيوان، وفي الصحراء...إلخ.

تلتها مرحلة المعاجم: الصحاح، والمقاييس، فقه اللغة....

وقد أطلق مصطلح المعجم على أسانيد لترجمة الرجال إلى جانب المعاجم اللغوية.

قال السيوطي ت 911 ه : ((إنه منذ منتصف القرن الثاني للهجرة بدأ علماء المسلمين يسجلون الحديث ويؤلفون في الفقه الإسلامي والتفسير  وبعد أن تم التدوين لهذه العلوم اتجه العلماء وجهة أخرى نحو العلوم غير الشرعية فبدأوا باللغة والنحو)).

إن علماء اللغة حاذوا حذو علماء القرءان والحديث في تدوين اللغة ونقلها فكانوا ينقلون ما ثبت فقط في خصوص التقنين البلاغي والنحوي والصرفي، وبدأ جمع المادة اللغوية عن طريق المشافهة كتمهيد لمرحلة التبويب والترتيب على يد الفراهيدي ت 175 ه، فأصبح المعجم على يد هؤلاء المؤلفين يعرف بأنه ما يدور حول الكلمة إيضاحا وشرحا ليجلو منها ما نسميه المعنى المعجمي، أو هو ذلك الكتاب المرجعي الذي يضم كلمات اللغة ويثبت هجاءها "كتابتها" ونطقها ودلالتها واستخداماتها ومرادفاتها واشتقاقاتها وتراكيبها وبعض صورها الإيحائية.

 

عناصر المعجم الأساسية:

أ‌-            مادة المعجم:

هي الوحدات المعجمية أو اللفظ أو الكلمة، حيث ترتب فيها الكلمات مع إيضاح طريقة النطق وتلونات الاشتقاق وتختلف المعاجم في هذا المضمار تبعا لهدف المعجمي الذي يتحكم في بناء المعجم ويوظفه لغايات لغوية.

ومن هنا اختلفت المعاجم وتعددت، فهناك المعاجم الأحادية اللغة، والثنائية اللغة والاصطلاحية...، وكما أن المادة المعجمية تختلف من حيث طبيعتها فهي تختلف كذلك من حيث الكم، فالمعجم الذي يوجه إلى طلاب المدارس غير المعجم الذي يوجه إلى طلاب الجامعات، فمادة المعجم إذن تضيق وتتسع، فتكون مادة لغوية خاصة أو عامة، وكل ذلك تبعا لما يضعه واضع المعجم في حسبانه عند صياغة الهدف من تأليفه للمعجم، أي أن مادة المعجم عنصر غير ثابت، وإنما تختلف باختلاف الغرض منها ومعجمها ومن يستعملهما.

ب‌-           المداخل:

هي الوحدات التي توضع تحتها بقية الوحدات المعجمية الأخرى، أو هي المادة المعجمية التي تتألف عادة في المعاجم اللغوية من الكلمات المشتقة وغير المشتقة، وغالبا ما يتكون هذا المدخل في مثل هذا النوع من المعاجم من الجذر الذي يمثل البنية الأساسية للكلمات والمشتقات، فمثلا مداخل كلمات مثل:

المكتبة، الكتاب، كتاب، هو الجذر (ك ت ب) وهكذا في بقية المداخل.

ويتكون المدخل في اللغة العربية غالبا من حروف ثلاثة صامتة تمثل الجذر، وعادة ما يرمز الجذر إلى المعنى المعجمي للكلمة.

ج- الترتيب:

يقصد به ترتيب المداخل وكذلك المشتقات، في المعاجم اللغوية يخضع الاشتقاق تحت المدخل الواحد لنظام معين في المعجم بأكمله ويعتمد على أولويات مثل الحسي قبل المجرد، والأسماء قبل الصفات....، ونظرا لكون اللغة العربية تعتمد على مبدإ الحفظ للغة فكان التجميع مبعثِرا لها، وجُمع في المعجم أشتات من المفردات والمشتقات التي استغلت فيما بعد في عملية الدراسات المؤصلة والممنهجة.

والترتيب إجراء يتعلق بالمدخل ولكنه من أعقد عناصر المعجم وأكثرها عرضة للنقد والانتقاص لكنه يبقى ناشئا عن خيارات لها أسبابها العلمية والفنية. فالمعاجم العربية تعدد ترتيب مداخلهاحيث:

-       نظّم "الخليل" مداخل كتاب "العين" اعتمادا على مخارج الأصوات من الحلق إلى الشفتين[1] وعلى عملية التقاليب[2].

-        "الجوهري" قام بترتيب المداخل حسب الحرف الأخير من الوحدة المعجمية، وقد دعاه إلى ذلك جانبان، أحدهما فني يتمثل في التيسير على الشعراء أمر قافيتهم، والثاني علمي يتعلق بخصائص الصرف العربي، حيث أن الحرف الأخير من الوحدة المعجمية الأساسية الدنيا المجردة كثيرا ما يظل ثابتا مستقرا في حال بناء واحدة، وذلك في الأسماء والصفات التي تتغير حركة فائها وعينها، مقارنة بثبات حركة لامها.

-                  ثم انتقل الترتيب إلى النظام الألفبائي[3] حسب أوائل الأصول في العربية كما في معجم أساس البلاغة للزمخشري، وصولا إلى المعاجم العربية الحديثة. والنظام الألفبائي سائد في كل المعاجم المعاصرة[4].

د- الشرح والتعريف:

فالشرح إبانة المعنى فما سبق من العناصر هو كله مقدمة لهذه الغاية.

يشترط في الشرح إحكام ضبط نطق الكلمة، ذكر الشائع دون المهجور، عدم استخدام كلمات لا شرح لها في المعجم، ترتيب المعاني الأصلية الحقيقية قبل المجازية.

دراسة المعنى المعجمي هي أهم مباحث المعجمية، ولذلك يرى علماء المعاجم أن دراسة المعنى المعجمي وشرحه هو الهدف الأول لهذا العلم،"إن المعنى المعجمي يأتي في مقدمة الأشياء التي يهتم بها علماء المعاجم، لأن كثيرا من قرارات المعجمي تتوقف سواء بصورة مباشرة، أو غير مباشرة على الطريقة التي يتعامل بها مع المعنى في معجمه".

ويتكون المعنى المعجمي من :

ü    ماتشير إليه الكلمة بصفتها "الوحدة المعجمية المقصودة بالدراسة" من شيء أو فكرة، فالكلمات تشير في أصلها إلى أشياء موجودة في الواقع، أي أنه لكل لفظ أو كلمة معادل يتمثل في تلك الأشياء أو الأفكار، أي دلالة الكلمة في أصل وضعها فالألفاظ إنما وجدت في الأصل لتدل على أشياء محددة وواضحة، وهذه هي وظيفة اللغة في أصل وضعها، ويكاد يتفق على معنى هذه الألفاظ أغلب أبناء اللغة الواحدة، وبهذا المعنى يتفاهمون ويتعاملون فيما بينهم.

خبز            الخُبْزُ : الذى يؤكل.

و الخَبْزُ بالفتح المصدرُ. و قد خَبَزْتُ الخُبْزَ و أخْبَزتُه.

و يقال أيضاً: أخْبَزت القومَ، إذا أطعمتَهم الخُبْزَ. و رجل خَابِزٌ، أي ذو خُبْزٍ، مثل تامِرٍ و لَابِنٍ.

و الخَبْزُ: السَوقُ الشديدُ،:

لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا  * * * ولا تُطِيلَا بمُنَاخٍ حَبْسَا.

ü    ما تتضمنه من دلالات تتلازم مع ما تشير إليه من شيء أو فكرة. أو ما قد ترتبط به الكلمة من
دلالات أو تتلازم في ذهن المتكلم بمعان تستدعيها. أو ما يدل على العلاقة الرمزية بين الكلمة والأشياء
الموجودة في الخارج، أو بمعنى أدق عن تصور ابن اللغة لهذا الموجود من خلال الكلمات، أو ما يلتصق بالكلمات من معاني زائدة إضافة إلى المعنى المركزي الذي به عرفت في الأصل.

العِزُّ: خلاف الذُلّ.          و مطر عِزٌّ، أى شديد.

عَزَّ الشيء يَعِزُّ عِزًّا و عِزَّةً و عَزَازَةً، إذا قلَّ لا يكاد يوجد.

عَزَّ فلان يَعِزُّ عِزًّا و عِزَّةً و عَزَازَةً أيضاً، أى صار عَزِيزاً، أى قوى بعد ذِلَّة.

﴿إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ١٤ [يس: 14]  أي: قوَّينا و شدَّدنا

العَزُوزُ من النوق: الضيِّقة الإحليل.

وقيل: مَنْ عَزَّ بَزَّ»، أى من غلب سلب.

و الاسم العِزَّةُ، و هى القُوّة و الغَلَبة.

و العَزَّةُ بالفتح: بِنْتُ الظَبية، و بها سمِّيت المرأة عَزَّة.

 

ü          ثم مدى تطابق ما تشير إليه وما تتضمنه، أقصد الوحدة المعجمية. أي مدى التطابق بين المعنى المركزي والمعنى الهامشي. وفي الحقيقة، فإن هذا التطابق في المعنى المعجمي لا يمكن أن يكون بشكل تام ولا يكون إلا نسبيا، وهذا ما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بالمشترك اللفظي والترادف، فإذا تطابقت الكلمتان من حيث الدلالة الأصلية والدلالات الأخرى، كان هناك ترادف واشتراك، وإذا لم تتطابق كان هناك شبه ترادف أو اشتراك.

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحۡتُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمۡ عَلَيۡهِنَّ مِنۡ عِدَّةٖ تَعۡتَدُّونَهَاۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا٤٩ [الأحزاب: 49] النكاح هنا بمعنى العقد.

﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ٢٣٠﴾ [البقرة: 230] النكاح هنا بمعنى الوطء.

﴿۞وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ[5] مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۖ كِتَٰبَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَآءَ ذَٰلِكُمۡ أَن تَبۡتَغُواْ بِأَمۡوَٰلِكُم مُّحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَۚ فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَ‍َٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا تَرَٰضَيۡتُم بِهِۦ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡفَرِيضَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا٢٤ وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ[6] ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ٢٥ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ٢٦﴾ [النساء: 24-26]

المصنفات المعجمية في عصر الاحتجاج:

الاحتجاج هو الفصل بين الفصيح الصحيح والدخيل الملحون فيه، والبيئة العربية الأولى كانت تتكلم العربية بالسليقة وكان الاختلاط بالأعاجم قليلا جدا إلا في أماكن مغلقة وكانت البوادي العربية هي منبع اللغة العربية السليمة، وكان أصحابها هم أهل الملكة والذوق الرفيع لفهم اللغة.

ولما جاء الإسلام انقلبت الموازين فكان من الطبيعي أن يؤدي توسع الإسلام إلى التوسع اللغوي،فكان هناك نقل تمازجي بين الشعوب بسبب الحروب والفتوحات فنشأ جيل المولدين.

قال الشاعر:

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي       وأعيد ولكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها        ما عرفت أنني في الأعراب

وقد أدى التماوج الحضاري إلى توالد اللغة وبعد سقوط الدولة الأموية سنة 132 ه  ظهرت الدولة العباسية وكان فيها الفراهيدي عالم اللغة الذي ترك علما غزيرا متعلقا باللغة العربية في جميع فروعها.

لقد أثرت فكرة الاحتجاج التي تبلورت عند القدامى كثيرا في منقول اللغة وقد قاموا بدراسة منظمة للغة واستقوا المادة من البيئة الفصيحة.

آخر احتجاج هو لصاحبه ذو الرمة في العصر الأموي، قال أبو عمرو بن العلاء: “فُتِحَ الشّعر بامرئ القيس وخُتِمَ بذي الرّمة .

يقول ابن منظور:

((إني لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللغات والاطلاع على تصانيفها وعلل تصانيفها ورأيت علماءها بين رجلين: رجل أحسن الجمع ولم يحسن الوضع، ورجل أجاد الوضع ولم يحسن الجمع، فلم يفدني حسن الجمع من التأثر بإساءة الوضع ولا نفعتني إجادة الوضع من الوقوف في حيرة أمام رداءة الكلمة)).

إن ضخامة المعجم التي تصدى لها أولوا العزم من كبار المعجميين في التراثية العربية لم يستثمر منها إلا القليل أما الأغلبية الساحقة من المفردات فقد بقيت خارج دائرة التقعيد، ولم تستطع منهجية مؤلفي مختلف العلوم أن تستوعب الكثير مما أنتجته اللغة العربية المستعملة في بيئة الفصاحة القديمة وما يأتي بعدها.

ترتيب الألفاظ في المعاجم العربية:

ينتقد الدكتور محمد خلف المعاجم العربية من جهتين:

أ‌-       المشقة التي يعانيها الباحث للكشف عن معنى الكلمة لكونها بنيت مداخلها على الجذر الثلاثي فيقول أن الجذر لا يجب أن يكون نظرا لصعوبة الوصول إليه فضلا عن الوصول إلى المعنى.

ب‌-  الإهمال الشنيع الذي تلقاه بعض الكلمات من طرف بعض اللغويين وخاصة تلك الكلمات التي اكتسبت معنى سياسيا أو اجتماعيا عبر التاريخ   كالمرجئة، والقدرية، والتشيع...، وقد رد الدكتور خلف على الأستاذ ساطع المصري الذي يقول أن الغرض من المعجم هو ترتيب الكلمات ترتيبا معقولا يضمن الوصول إلى إيجاد الكلمة بأسرع وقت ممكن وأيسر جهد اعتمادا على الحروف الهجائية وعلى الترتيب الأصلي للكلمة بحيث يعتمد جذرها ، فذكر الدكتور خلف أن هذه المسألة ميسورة في الكلمات المتداولة المألوفة أما ما يحتاجه الذي يهرع إلى المعجم فليس مألوفا وإنما الغريب على سمعه الذي لم يسبق له فهمه فلا يعقل عاقل أن يُضيّع كاتب أو قارئ وقته في الرجوع إلى معرفة كلمات سبق له أن عرف معناها بل إن الغالب من الراجعين إلى المعاجم إنما يتلمسون ما لا علم لهم به وهنا مشكلة المشكلات لأن معرفة الحرف الهجائي سهلة من حيث تصنيف الكلمات انطلاقا من أواخرها التقفية أو أولها أو من أسبق الحروف في الترتيب الهجائي لكن معرفة جذر الكلمة أو اشتقاقها أو أصولها أو تغيرها أو تحولها أو توسع المعنى مسألة تقتضي علما مسبقا ودراسة واسعة تصعب عملية الرجوع إلى المعجم وهو موضوع بهذه المنهجية المذكورة.



[1] _ ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، ت، د، ظ، ذ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ي، أ.

 

[2] هذا المبدأ استخدمه الخليل في المعجم وفي علم العروض

[3] _ أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي.

[4] _ للإشارة فإن الترتيب الأول للحروف العربية هو الترتيب الأبجدي وهو:                                    

 أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غ.

[5] المتزوجات.

[6] العفيفات.

ليست هناك تعليقات