التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

البنيــــــة الوظيفية:


من المعلوم أن النحو الوظيفي يميز في طياته بين ثلاثة أنماط من الوظائف، وظائف دلالية، ووظائف وِجهية، ووظائف تتداولية، وتختلف هذه الوظائف من حيث طبيعتها ومجال إسنادها ودورها في الخطاب، ففي البنية الوظيفية تتمثل الخصائص الوظيفية بنقل البنية الحملية التامة التحديد إلى بنية وظيفية عن طريق تطبيق مجموعتين من القواعد، قواعد إسناد الوظائف، وقواعد تحديد مخصص الحمل، حيث تتوسط البنية الوظيفية كل من البنية الحملية والبنية المكونية، ((ويعتبر النحو الوظيفي الذي اقترحه "سيمون ديك" ومدرسوه أحد النماذج اللغوية التي تفرض أن الربط بين البنية الحملية والبنية التركيبية الصرفية يتم عبر بنية وظيفية مستقلة يمثل فيها لنوعين من الوظائف: الوظائف التركيبية "فاعل، مفعول"، والوظائف التداولية كوظيفة المحور ووظيفة البؤرة))[1]، وللوظائف في النحو الوظيفي أهمية بالغة إذ تنتظم وفق مستويات ثلاثة هي:
*                  وظائف دلالية "المنفذ، والمتقبل،  ...."
*                  ووظائف تركيبية "الفاعل، والمفعول".
*                  ووظائف تداولية "بؤرة، محور، مبتدأ..."
ولهذه الوظائف قيمتها وأهميتها إذ ((تسهم الوظيفتان التركيبيتان "الفاعل والمفعول" في الربط بين البنية الحملية (بنية الوظائف الدلالية)، والبنية المكونية (البنية الصرفية- التركيبية)، إذ تحددان إعراب وموقع المكونين اللذين تسندان إليهما))[2].
وقبل أن نفصل في الوظائف التركيبية والوظائف التداولية لا بد أن نشير باختصار إلى الوظائف الدلالية والمقصود بها الأدوار التي يأخذها كل محل من محلات الموضوعات بالنسبة للواقعة التي يدل عليها المحمول.
وتشتمل الوظائف التداولية (المنفذ، المتقبل، المستقبل، الأداة، المكان، الزمان، الحال)، وتستند إلى الإطار الحملي حيث يُحدَّد الموضوعُ دلاليا، ومن ثَمّ يأخذ وظيفته الدلالية، وعليه فهي تحدد دور موضوعات المحمول ولواحقه في الواقعة.
فقد ((أثبتت الدراسات أن الوظائف الدلالية والوظائف التداولية مفاهيم كلية يستلزم استخدامها الوصف الكافي لجميع اللغات الطبيعية، بيد أن الوظائف التركيبية مفاهيم ثبت ورودها بالنسبة لوصف لغات وعدم ورودها بالنسبة للغات أخرى، فهي إذن من هذا الجانب ليست مفاهيم كلية، أمام هذا الإشكال يقف النحو الوظيفي لحد الآن الموقف التالي: تعد الوظيفتان التركيبيتان إواليتين تتضمنهما النظرية العامة تستخدمها الأنحاء الخاصة التي يكون استخدامها فيها واردا وتستغني عنهما الأنحاء الخاصة التي لا ورود لها فيها))[3].




[1] ) المتوكل أحمد، من قضايا الرابط في اللغة العربية، منشورات عكاظ، دون ط، المغرب، 1987، ص 25.
[2] )  المتوكل أحمد، من البنية الحملية إلى البنية المكونية الوظيفة المفعول في اللغة العربية، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1987، ص 25.
[3] )  المتوكل أحمد، الوظيفة والبنية مقاربات وظيفية لبعض قضايا التركيب في اللغة العربية، منشورات عكاظ، الرباط، 1993، ص 17.

ليست هناك تعليقات