تحديد البيئة الزمانية والمكانية للغة المدروسة في النحو العربي:
يعيب المحدثون على القدامى تحديد رقعة الفصاحة وعصر
الاحتجاج، أي أن النحو العربي لم يسمح بالتقعيد إلا للغة المستعملة في بوادي نجد
والحجاز وتهامة وقبائل خصت بكونها لم تتأثر بحياة الحضر.
لكن لو عدنا إلى مرحلة جمع اللغة نجد أنها أخذت من أفواه
العرب الفصحاء مباشرة ولم يكن فرض الحدود الزمانية والمكانية أمرا ذاتيا من الباحث
بقدر ما كان عزلا للظاهرة اللغوية المراد دراستها "الفصيح من اللغة الذي لم
يتغير ولم يتبدل بتغير وتبدل النسيج الاجتماعي" فإذا كان البحث اللغوي
المعاصر يعتبر اللغة ظاهرة اجتماعية ويهتم بعدم الخلط بين اللهجات حين دراستها
فلماذا يعيب على العرب تحديد الرقعة المكانية والحقبة الزمانية عند دراستهم
للغتهم، إن تحديد اللغويين العرب للزمان والمكان غايته عزل الاستعمال اللغوي
الفصيح عن الاستعمال اللغوي اللاحن بعزل الجماعة الفصيحة عن الجماعة اللاحنة.
ليست هناك تعليقات