الخلط بين مستويات التحليل اللغوي:
مما يعاب على النحاة
القدامى أنهم يخلطون بين مستويات التحليل اللغوي والجمع في كتبهم بين
الظواهر(النحوية، والصرفية، والصوتية...إلخ )، ((إن عدم إدراكهم لفكرة التكامل بين
الفروع المختلفة للدراسات اللغوية وعدم وضوح العلاقة بين هذه الفروع في أذهانهم قد
أوقعهم في تجاوز منهجي هو عدم وجود خطة أو طريقة أو منهج للبحث صالح للتطبيق على
كل جوانب الدرس في اللغة))[1].
بمعنى أنه:
- على مستوى الصوت: نهجهم في دراسة الأصوات سليم خاضع لملاحظة
النطق الفعلي والاستماع إليه كأداة أساسية في البحث الصوتي في كل مراحله.
- على مستوى الصرف:الأسلوب الغالب الافتراض والتـأويل.
- على مستوى النحو: النحو هو أقل فروع العربية حظا من حيث
منهجية البحث والأساليب المتبعة فيه هي:
o
الفلسفة والمنطق: في
نظرية العامل وما تفرع عنها.
o
التأويل والافتراض:
التأويل بما يتماشى مع قواعد المنطق ولو خالف ذلك منطق اللغة.
o
المعيارية: تقنين النحو
بقواعد لا يجب الخروج عنها.
لكن الحركة العلمية
العربية كان هدفها خدمة اللغة عامة، ولغة القرآن خاصة ودون النظر في طرائق بلوغ
هذا الهدف، فقد كان الباحثون يسلكون سبلا عدة مما أفقد عملهم التكامل المنهجي، ((إنهم
لم يستطيعوا وضع نظرية عامة أو رسم خطوط عامة تسمح بالتحرك في إطارها والعمل
بمقتضى ما تنص عليه، أو تشير إليه من مبادئ وأسس سواء أكان هذا العمل أو ذاك
التحرك مرتبطا بالأصوات أم بالصرف أم بالنحو أم بغير ذلك من قضايا اللغة))[2].
ليست هناك تعليقات