قواعد صياغة المركبات"الحدود":
إن البنية الحملية للحد بنية منطقية تقوم أساسا على مفهوم التقييد،
تقييد مجموعة بعدد من المقيدات.
-
قابلت الفتاة الجميلة المجتهدة.
يحصر المقيد الأول مجموعة الأشخاص في مجموعة الفتيات، والمقيد الثاني
مجموعة الجميلات، والمقيد الثالث الاجتهاد.
ومن هنا تتكفل قواعد صياغة الحد بنقل البنية الحملية إلى بنية صرفية
تركيبية (مركب) وهذه القواعد تضطلع بنقل الحد إلى مركب، حيث أن[1]:
*
الحد يتألف من مقيد واحد أو عدد من المقيدات، ويرد عادة المقيد الأول
اسما، في حين ترد المقيدات الأخرى صفاتا أو جملا.
*
يتم إدماج المخصص عن طريق إجراء قواعد من قبيل التعريف بالألف واللام
بدمج المعرٍّف (أداة التعريف) الألف واللام في الاسم النكرة.
*
يتم ترتيب المكونات حسب نمط اللغة، ففي اللغات المنتمية إلى نمط
اللغات ذات المجال البعدي كاللغة العربية تَتَرتب المكوّنات داخل المركب بتقديم
المخصص أداة التعريف على العنصر الرأس الذي يتقدم على العنصر الفضلة.
*
تستكمل صياغة المركب بإسناد الحالة الإعرابية، حيث يتم إسناد الحالات
الإعرابية، والحالات الإعرابية في نحو اللغة العربية
الوظيفي حالتان كما يرى أحمد المتوكل، حالات إعرابية لازمة تلازم المكوّن في كل
التراكيب اللغوية لا تفارقه "البناء في مقابل الإعراب"، فهي مجردة من
الرفع والنصب والجر، وحالات إعرابية غير لازمة تتغير بتغيير أوضاع المكوّن
الوظيفية وهذه الحالات قد تكون ظاهرة لفظا وكتابة، وقد تكون مضمرة أو مقدرة.
طبقا
للوظيفة المسندة إلى الحد في مستوى البنية الوظيفية تحدد الوظيفة الحالة الإعرابية،
إن الحد يحمل وظيفة دلالية واحدة، أو وظيفة دلالية وأخرى تركيبية، أو يحمل وظيفة
دلالية، وأخرى تركيبية، وثالثة تداولية، إن الحالة الإعرابية تتفاعل في تحديدها
جميع الوظائف وتكون سلمية تحديد الإعراب على الشكل الآتي[2]:
الوظائف التركيبية > الوظائف الدلالية > الوظائف التداولية.
•
إذا كان المكوّن يحمل وظيفة تداولية فقط فإنه يأخذ الحالة الإعرابية
التي تخوله إياها وظيفته التداولية نفسها، ويصدق هذا على الوظائف التداولية
الخارجية مثل وظيفة المنادى، ووظيفة المبتدأ، ووظيفة الذيل مثل:
-
يا زيد، أقبل الضيوف.
-
زيد، أبوه كريم.
-
نجحا، الطالبان.
•
إذا كان المكوّن ينتمي إلى الحمل ذاته وكان لا يحمل إلا وظيفة دلالية
فإنه يأخذ الحالة الإعرابية "النصب" التي تخوله إياها وظيفته الدلالية
ذاتها، كالمفعول الأول أو الثاني، مثل:
-
شرب أحمد اللبنَ.
•
حين تتوارد على المكون الواحد أكثر من وظيفة، وظيفة دلالية ووظيفة
تركيبية، أو حتى ثلاث وظائف بإضافة الوظيفة التداولية، فإنه يأخذ الحالة الإعرابية
التي تقتضيها الوظيفة التركيبية (الفاعل، والمفعول) مهما كانت الوظائف الأخرى.
•
إذا كان المكوّن خارجا عن الحمل ذاته "المبتدأ" فهو غير
حامل لوظيفة دلالية أو وظيفة تركيبية، فإنه يأخذ الحالة الإعرابية التي تقتضيها
وظيفته التداولية.
مثل: زيدٌ، أبوه
مسافر.
وذلك لأنه خارج عن
الحمل وغير حامل لوظيفة تركيبية أو دلالية.
•
إذا كان المكوّن غير وجهي أي غير حامل لوظيفة تركيبية فإنه يأخذ
الحالة الإعرابية التي تقتضيها وظيفته الدلالية (النصب) أو (الجر)، كالمفعول
لأجله، أو الحال، أو التمييز، أو الظرف، أو الاسم المجرور مثل:
-
وقف خالد احتراما لأبيه.
-
أقبلت هند مبتسمة.
•
يأخذ المكوّنان الفاعل والمفعول الحالتين الإعرابيتين الرفع والنصب
بهذا الترتيب، طبقا لوظيفتيهما الدلاليتين، كما يحافظان على الحالتين الإعرابيتين
سواء أكانا محورين، أم بؤرتين مثل:
*
محورين: - متى رجع أحمد من
السفر.
- قابل أحمدَ
عمرُ.
*
بؤرتي جديد: - رأيت زيدا البارحة.
- وقف أحمد أمام الباب.
*
بؤرتي مقابلة: - ما زارني إلا إبراهيمُ.
- إبراهيمَ
رأيت اليوم.
[1] ) المتوكل أحمد، اللسانيات الوظيفية مدخل نظري،
دار الكتاب الجديد المتحدة، الطبعة الثانية، بنغازي، 2010، ص 160-163.
[2] ) المتوكل أحمد، اللسانيات
الوظيفية مدخل نظري، دار الكتاب الجديد المتحدة، الطبعة الثانية، بنغازي، 2010، ص
164-167.
ليست هناك تعليقات