التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

البنية المكوّنية:


تهدف النظريات اللغوية على اختلاف توجهاتها إلى دراسة بنية اللغة مستويات ومكونات وعلاقات، وإذا كان هذا هو المرمى الأساسي فلا مشروعية للحديث عن الوظيفة إلا إذا كانت تؤثر تأثيرا دالا على البنية، وتأخذ بنية اللغة الخصائص التي تخدم إنجاح التواصل وأهدافه ومختلف أنماطه، حيث تكون عملية التواصل ناجحة إذا خلا الخطاب من كل ما يمكن أن يحول بين المخاطب وبين تأويله وهو ما يسعى المتكلم في تحقيقه في حالات التواصل العادي[1].
ويقصد بالبنية المكونية البنية الصرفية التركيبية بتطبيق قواعد التعبير، وتأتي لاحقة للبنيتين الحملية والوظيفية، هاتان البنيتان تمثلان الخلفية الذهنية المفاهيمية للمعلومات والمعطيات الأولية التي تبنى بها البنية المكونية، إذ تستجيب نظرية النحو الوظيفي للمبدأ المنهجي العام حيث إن البنية المكونية "البنية التركيبية الصرفية" تشكل المستوى التمثيلي الأخير في الاشتقاق عاكسة بوضعها هذا الخصائص الدلالية والتداولية الممثل لها في البنيتين الحملية والوظيفية، وتضطلع ببناء هذه البنيات الثلاث ثلاثة أنساق من القواعد:
                    القواعد الأساس.
                    قواعد إسناد الوظائف.
                    قواعد التعبير.
حيث ينتج عن تطبيق قواعد إسناد الوظائف التداولية والتركيبية بنية حملية لها خصائص وظيفية لما فيها من المعلومات الدلالية والتداولية التي تقوم على أساسها قواعد التعبير بنقل البنية الوظيفية إلى بنية مكونية، وهذه البنية تنقل المحمول من مستواه التفكيكي الجزئي البسيط إلى مستوى مركب أو أكثر اكتمالا وتعقيدا.
في مستوى البنية الحملية نتعامل مع ما يسميه المتوكل حدودا، وهذه الحدود تحمل وظائفها الدلالية منذ مصدر اشتقاق الجملة ذاته أي الإطار الحملي، وفي مستوى البنية المكونية نكون أمام مركبات، يتم في مرحلة لاحقة إسناد النمطين الآخرين من الوظائف الوجهية، ثم الوظائف التداولية، ويتم التخصيص الوظيفي الكامل لهذه الجملة بإسناد الوظيفتين الفاعل والمفعول إلى الموضوعين المنفذ والمتقبل على التوالي ثم إسناد الوظيفتين التداوليتين المحور والبؤرة إلى الحمل بكامله[2]، وهنا تتحقق المخصصات والوظائف في شكل صرفات أو وحدات صرفية، وهذه الصرفات صنفان[3]:
§                  صرفات حرة: ويقصد بها الوحدات الصرفية التي لا تشكل بخلاف اللواصق جزءا من وحدة معجمية ما، والصرفات الحرة في اللغة العربية نوعان: أدوات وأفعال مساعدة.
§                  اللواصق: هي الصرفات التي تلحق بوحدة معجمية لتحقيق أحد المخصصات أو إحدى الوظائف، ومن اللواصق التي تحقق الوظائف الحالات الإعرابية الرفع والنصب والجر.
في البنية الحملية هناك ما يسمى بالحمول الحدود حيث يطلق مصطلح الحمول الحدود في النحو الوظيفي على تلك الجمل التي تحل محل حدّ من الحدود آخذة وظيفته الدلالية، أو وظيفته التركيبية، أو وظيفته التداولية.
كما يحتل الحمل الحد المواقع نفسها التي يمكن أن يحتلها الحد الاسم، وهو بذلك ينزع إلى احتلال المواقع الأخيرة في الجملة، ولو اقتضت وظيفته التركيبية أو التداولية تقديمه.
وتأخذ الحمول الحدود عادة الوظائف التي تسند إلى الحدود البسيطة، فيمكن للحمل الحد أن يحمل:
-                  الوظيفة الدلالية "القوة"، كقولنا: سرّ المعلمَ أن ينجح طلابه في الامتحان.
-                  والوظيفة الدلالية "المنفذ"، كقولنا: قتل بكرا الذي هدده بالأمس.
-                  والوظيفة الدلالية "المتقبل"، كقولنا: طلب خالد  من محمد أن يزوره.
-                  والوظيفة الدلالية "المستقبل"، كقولنا: أعطيت الذي زارني أمس كل ما يحتاج.
-                  ووظيفة الحد اللاحق"الزمان"، كقولنا: غادر الولد القاعة قبل أن يصل أباه.
-                  ووظيفة الحد اللاحق "العلة"، كقولنا: عاد الرجل من السفر لأنه أخبر بنبإ عاجل.
-                  ووظيفة الحد اللاحق "الهدف"، كقولنا: خرجت العائلة إلى المنتزه كي تتنزه.
وتسند إلى الحمل الذي يقوم مقام الحد الموضوع إحدى الوظيفتين التركيبيتين (الفاعل، والمفعول)، كما في الجمل الآتية:
o                 الفاعل: سرّ المعلمَ أن ينجح طلابه في الامتحان.
فالحمل (أن ينجح طلابه في الامتحان) أسندت إليها وظيفة الفاعل.
o                 المفعول: طلب خالد  من محمد أن يزوره.
فالحمل (أن يزوره) أسندت إليه وظيفة المفعول.
كما تسند الوظائف التداولية إلى الحمول التي تقوم مقام الحدود التي تحمل الوظائف التداولية، فيمكن للحد أن يحمل:
-                  الوظيفة التداولية "المحور"، كما في قولنا: فرح "الذي تحصل على علامة جيدة".
-                  الوظيفة التداولية "البؤرة"، كما في قولنا: أفرح الولدَ "أنّ أباه اشترى له لعبة العيد".
ويمكن القول أيضا أن الحد ينقل باعتباره بنية منطقية دلالية إلى مركب باعتبار المركب بنية تركيبية عبر المسطرة العامة المعتمدة في إطار النحو الوظيفي في نقل البنية الحملية المحددة وظيفيا إلى بنية مكونية ويتم هذا النقل بواسطة إجراء قواعد التعبير التي تضم خمس مجموعات من القواعد[4]:
‌أ.                   قواعد صياغة المركبات"الحدود".
https://lissane7.blogspot.com/2020/05/blog-post_62.html
‌ب.               قواعد صياغة المحمول.
https://lissane7.blogspot.com/2020/05/blog-post_70.html
‌ج.                قواعد إدماج المعلقات.
‌د.                 قواعد الموقعة.
https://lissane7.blogspot.com/2020/05/blog-post_99.html
‌ه.                قواعد إسناد النبر والتنغيم.
https://lissane7.blogspot.com/2020/05/blog-post_97.html




[1] )  المتوكل أحمد، المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي الأصول والامتداد، دار الأمان، الطبعة الأولى، الرباط، 2006، ص 27/28.
[2] )  المتوكل أحمد، قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية بنية الخطاب من الجملة إلى النص، دار الأمان، دون ط، الرباط، 2001، ص 172.
[3] )  المتوكل أحمد، التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات، مكتبة دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2005، ص 91/92.
[4])  المتوكل أحمد، الوظيفة والبنية مقاربات وظيفية لبعض قضايا التركيب في اللغة العربية، منشورات عكاظ، الرباط، 1993، ص 11/51.

ليست هناك تعليقات