التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

التشابه في القرآن الكريم الآية الأولى:


تشابه قوله تعالى:

- ﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ٣٥ [البقرة: 35]

مع قوله تعالى:

- ﴿وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ١٩ [الأعراف: 19]

          في سورة البقرة ورد الأمر بالأكل مقرونا بواو النسق المقتضية عدم الترتيب مالم يفهم من غيرها، وفي سورة الأعراف ورد الأمر بالأكل مقرونا بالفاء المقتضية الترتيب والتعقيب[1].

          ))الأصل في ذلك أن كل فعل عُطف عليه ما يتعلق به تعلق الجواب بالابتداء، وكان الأول مع الثاني بمعنى الشرط والجزاء، فالأصل فيه عطف الثاني على الأول بالفاء دون الواو،.... فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلق الجواب بالابتداء وجب العطف بالواو دون الفاء))[2].

        ((قيل إن السكنى في البقرة للإقامة وفي الأعراف اتخاذ المسكن، فلما نسب القول إليه تعالى:  "وقلنا يا آدم"  ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة على الجمع بين السكنى والأكل، وفي الأعراف: "ويا آدم" فأتى بالفاء الدالة على ترتيب الأكل على السكنى المأمور باتخاذها، لأن الأكل بعد الاتخاذ.[3]

          و((اسكن هنا-في البقرة- معناه استقر، لكون آدم وحواء كانا في الجنة، والأكل يجامع الاستقرار غالبا، فلهذا عطف بالواو الدالة على الجمع، والمعنى اجمعا بين الاستقرار والأكل، وفي الأعراف معناه ادخل لكونهما كانا خارجين عنها، والأكل لا يكون مع الدخول عادة بل عقبه، فلهذا عطف بالفاء الدالة على التعقيب))[4].

          والمعنى في سورة البقرة: ))اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها، ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة، لأن الفاء للتعقيب والترتيب، والذي في الأعراف من السكنى التي معناها اتخاذ الموضع مسكنا،...اتخذاها لأنفسكما مسكنا...فكانت الفاء أولى لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا، ولا يمكن الجمع بين الأكل والاتخاذ فيه بل يقع الأكل عقيبه(([5].

          من جملة المعاني السابقة نجد أن الواو والفاء كلاهما حرف عطف، ولكن وظيفة الواو هنا غير وظيفة الفاء، فأما الواو فلمطلق الجمع، وأما الفاء فللتعقيب الملزم للترتيب.

          فجاء بالواو في سورة البقرة حيث أسند الفعل لنفسه سبحانه "وقلنا" وهذا مقام تكريم وتعظيم فوافق الجمع المطلق للدخول والأكل مقام التكريم، فعبر بالواو لأنها أشمل من الفاء وأوسع زمنا.

          وجاء بالفاء في سورة الأعراف لأنه أسند فعل القول الذي سبق الآية إلى الغائب "قال"وأتبعه بفعل الأمر "اخرج" لطرد إبليس ثم تبع هذا نداء آدم للدخول فالأكل، فناسب هذا المقام العطف بالفاء لتضييق زمن التكريم، فكأنه خص التكريم بالأكل من الجنة فقط بعُقيب الدخول، فإن زاد الزمن حقّ للآمر بالأكل أن يمنع المأمور.

          ومما يزيد مقام التكريم والتعظيم وضوحا ذكر الضمير العائد على الجنة: "وكلا منها رغدا"وورود "الرغد" في آية سورة البقرة وسقوطه من آية سورة الأعراف، ((فزاد في البقرة رغدا لما زاد في الخبر تعظيما بقوله "وقلنا" بخلاف سورة الأعراف فإن فيها"قال"))[6].

التحليل الوظيفي:
         ماضي كلا فعل (س1: الضمير (س1)) منفذ فاعل محور.
                2: منها (س2)) متقبل مفعول بؤرة جديد.
                3:رغدا (س3)) حال بؤرة جديد.
                4:حيث (س4)) مكان بؤرة جديد.
         ماضي كلا فعل (س1: الضمير (س1)) منفذ فاعل محور.
                2:من حيث (س2)) مكان بؤرة جديد.



[1] ) الغرناطي أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي،  ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل، تحقيق: عبد الغني محمد علي الفاسي، دار الكتب العلمية، بيروت، دون ط، ص 28.
[2] ) الأصبهاني أبو عبد الله محمد بن عبد الله، درة التنزيل وغرة التأويل، تحقيق: محمد مصطفى أيدين، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى، مكة، 2001، ص222/223.
[3] ) بن جماعة بدر الدين،كشف المعاني في المتشابه من المثاني، تحقيق: عبد الجواد خلف، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى، 1990، ص 92/93.
[4] ) الأنصاري أبو يحيى زكريا، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن، تحقيق: محمد علي الصابوني، دار القرآن الكريم، بيروت، الطبعة الأولى، 1983، ص21/22.
[5] ) الكرماني محمود بن حمزة، أسرار التكرار في القرآن المسمى البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، دار الفضيلة، دون ط، القاهرة، 1977، ص 70/71.
[6] ) الكرماني محمود بن حمزة، أسرار التكرار في القرآن المسمى البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، دار الفضيلة، دون ط، القاهرة، 1977، ص 71.

ليست هناك تعليقات