الجزم بـ (لن) والنصب بلم لغةٌ لبعض العرب:

 

الجزم بـ (لن) لغةٌ لبعض العرب حكاها الكسائي، واللحياني.

في حديث سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الذي عند البخاري وفيه: أنه رأى رؤية وفي الرؤية:

قَالَ فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي لَمْ تُرَعْ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .... الحديث.

في رواية القابسي لن تُرَعْ.

قَوْله: (لَمْ تُرَعْ) أَيْ لَمْ تُفْزَعْ.

وَوَجهه بن مَالِكٍ بِأَنَّهُ سَكَّنَ الْعَيْنَ لِلْوَقْفِ ثُمَّ شَبَّهَهُ بِسُكُونِ الْجَزْمِ فَحَذَفَ الْأَلِفَ قَبْلَهُ على أساس أنها كانت "تراع" ثُمَّ أَجْرَى الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَزَمَهُ بِلَنْ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ حَكَاهَا الْكِسَائِيُّ.

 

وحكى اللحياني الجزم بلن لغة لبعض العرب، وأنشد عليه:

لنْ يَخِب الآن مِنْ رجَائِكَ مَنْ ** حرّك مِنْ دُون بَابكَ الْحَلَقَهْ.

 

في قوله تعالى: ألم نشرح لك صدرك.

قرأ الجمهور : ( نشرح ) بجزم الحاء لدخول الجازم ، وقرأ أبو جعفر بفتحها.

النصب بلم حملا على الجزم بلن

لم لنفي الماضي: ألم نشرحَ. الزمن المقصود هنا هو الزمن النحوي وليس صيغة الفعل.

لن لنفي المستقبل: لن تُرعْ. الزمن المقصود هنا هو الزمن النحوي وليس صيغة الفعل.

 شاهد آخر على النصب بلم:

في كل ما همَّ أمضى رأيه قدما        ولم يشاورَ في إقدامه أحدا.

 وهذا هو المقصود بالنصب بلم حملا على الجزم بلن عند الحديث عن حمل نقيض على نقيض في كلامنا عن النوع الرابع من أنواع القياس. وليس العكس.

https://lissane7.blogspot.com/2021/04/20202021_6.html