عصر الجماهير:
·
إن العصر
الحديث يُمثّل فترة انتقالية وفوضوية وليس من السهل التنبؤ بما سيتولد عنها
مستقبلًا.
·
نضال
الجماهير هو القوة الوحيدة التي لا يستطيع
أن يهدّدها أي شيء.
·
الجماهير
بواسطة قوتها التدميرية تمارس عمل الجراثيم التي تساعد على انحلال الأجسام الضعيفة
أو الجثث.
·
ومن الخصائص
النفسية للجماهير: تلاشِي الشخصية الواعية، وهَيْمَنَة الشخصية اللاواعية،
وتَوَجُّه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، والـمَيْل
لتحويل الأفكار المـُحرَّض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة. وهكذا لا يعود الفرد هو
نفسه، وإنما يصبح إنسانًا آليًّا ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده.
·
إن الجماهير
تشبه الأوراق التي يلعب بها الإعصار ويُبَعْثرها في كل اتجاه، وهذه الصفة تجعل من
الصعب حُكمها.
·
إن الجماهير لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف
المتطرّفة والشعارات العنيفة، وكذلك التكرار دون إثبات أي شيء عن طريق المُحاجّة العقلانية، والجماهير لا
تعرف إلا العواطف البسيطة والمتطرفة؛ فالاستبداد والتعصب يشكِّلان بالنسبة
للجماهير عواطف واضحة جدًا وهي تحتملها بنفس السهولة التي تمارسها، وبما أن الجماهير مستعدة دائمًا للتمرد على السلطة الضعيفة فإنها لا تحني
رأسها بخضوع إلا للسلطة القوية، وإن كانت هيبة
السلطة متقطّعة فإنها تعود إلى طباعها المتطرّفة، وتنتقل من الفوضى إلى العبودية،
ومن العبودية إلى الفوضى.
·
إن الاعتقاد بهيمنة الغرائز الثورية على الجماهير يعني الجهل
بِنَفسيّتها؛ فانفجارات الانتفاضة والتدمير التي تحصل من حين لحين ليست إلا ظواهر
عابرة؛ فإذا ما تُركت لنفسها فإنها تملّ من الفوضى وتتجه بالغريزة نحو العبودية،
صحيح أن الجماهير تقوم بثورات لتغيير أسماء مؤسساتها، ولكنها - في الوقت ذاته -
تشعر باحترام تجاه هذه المؤسسات ومضمونها؛ فتجدها تعود إليها في نهاية المطاف.
والتأثير على الفرد الـمُنخَرِط في الجمهور يتم بالتركيز على عواطف المجد والشرف
والدين والوطن؛ لذا فالجماهير قادرة على أرفع أنواع الأخلاقية.
·
ما إن يجتمع عدد من الكائنات الحية، حتى يضعوا أنفسهم بشكل غريزي
تحت سُلطة زعيم ما؛ يلعب دورًا ضخما بالنسبة للجماهير البشرية؛ فالجماهير عبارة عن
قطيع لا يستطيع الاستغناء عن سيّد، وتحصل من الجماهير على طاعة وانقياد أكثر مما
تحصل عليه أي حكومة.
عن كتاب سيكولوجية الجماهير
ليست هناك تعليقات