السلسلة الأولى لتطبيقات المصطلح النقدي الحديث والمعاصر "02 ماستر" للموسم4202/2025:
المستوى: ثانية
ماستر نقد حديث ومعاصر السداسي:
03. المقياس: المصطلح النقدي الح.
والمع. د. جلول تهامي.
السلسلة الأولى لتطبيقات المصطلح النقدي
الحديث والمعاصر "02 ماستر" للموسم4202/2025:
توطئة:
من المفيد في
الدراسات جميعها الأدبية واللغوية والعلمية أن يقوم التعبير على الحد الأدنى من الإفادة,
والذي تبدأ منه اللغة في عملية التواصل والتبليغ, ومن خلاله يستطيع الدارس أن
يتواصل مع الآخرين, معبرا ومبلغا ومستمعا, وذلك التعبير المختصر والمفيد هو ما اصطلح
على تسميته ب «المصطلح>.
يمثل المصطلح
العلمي في أية حضارة مرحلة متقدمة من النضج والتأمل والوعي, فالمصطلح هو تعميم أو
تجريد ذهني لظاهرة أو حالة أو إشكالية أدبية او لغوية اوعلمية أو ثقافية. ولذا فهو
يقترن بنضج ظاهرتي التعريفات والتصنيفات العلمية في أية ثقافة بشرية, فهو من جانب يمثل
مظهرا مهما من مظاهر الوحدة الذهنية والثقافية لأمة من الأمم, كما يمثل في الجانب
الآخر قاسما مشتركا بين الثقافات الإنسانية المختلفة.
والمصطلحات هي
مفاتيح العلوم, وثمارها. فهي مجمع حقائقها المعرفية, وعنوان ما به يتميز كل واحد
حتى لكأنها تقوم من كل علم مقام جهاز من الدوال ليست مدلولاته إلا محاور العلم
ذاته, ومضامين قدره من يقين المعارف وحقيق الأقوال.
ومن هنا, بات
من الضروري الحرص على الوصول إلى رصيد اصطلاحي مشترك, وعدم محاولة التنكر لهذا
الرصيد بحجة الاجتهاد أو الابتكار الشخصي, وأحيانا الجهل وعدم الاطلاع على المصطلح
الموحد في مضامينه الأصلية.
ومن المعروف
أن دلالات المصطلحات الأدبية واللغوية والفنية والعلمية, تتغير وتتبدل من عصر إل
عصر, ومن أمة إلى أخرى, إذ يتاح للحياة الأدبية أو العلمية عالما مقتدرا, أو دارسا
مجتهدا يمنح المصطلح مدلولا جديدا, وذلك بعد أن يستعرض ثمراته الأدبية والفنية,
محاولا أن يستخرج سمات ومسميات محددة وواضحة.
إن الصراع بين
القديم والحديث في مجال النقد الأدبي هو صراع مفاهيم ومنطلقات، وصراع مناهج وخلفيات
فكرية وحضارية يتحرك النقد عليها ، لذلك فأول ما يجب صنعه لإفساح فضاء التواصل هو
فض الإشكالات المتولدة عن الملابسات المصطلحية، والكشف عن بعض أسرار المصطلح
النقدي في آلياته وفي صياغته، وهو أهم الانجازات التي تساعد على مد جسور التواصل
بين طرفي المعرفة النقدية بموروثها الأصيل وزادها المستحدث.
هناك عدة طرق
مختلفة تستطيع بها أية لغة من اللغات البشرية اقتراض مفردات وأصوات وتعابير ليست منها
أو توليد كلمات وألفاظ جديدة، أو معان وأفكار مستحدثة، وذلك استجابة للحاجة
الحضارية والعلمية المتنوعة.
و في النقد
الأدبي هناك آليات إجرائية متعددة تتحكم في صياغة المصطلح النقدي الحديث، مثل:
الاشتقاق الصغير، والاشتقاق الكبير[1]، والاشتقاق الأكبر[2] والاشتقاق الكبار "النحت"[3] الذي يختصر
نطق الألفاظ تسهيلا للفظها واقتصادا في الوقت بقدر الإمكان، والتطور الدلالي،
والتوليد المباشر، والمعرب والدخيل اللفظي، إلى غير ذلك من
الآليات التي تفرزها اللغة العربية بغية استيعاب المفاهيم النقدية العالمية،
والمعارف الإنسانية.
فالمصطلح هو
البصمة المميزة لكل أمة من الأمم، إذ هو حامل علومها، ومفاهيمها، وتصوراتها؛ لأن
مصطلحات العلوم تالية للشيء الموجود، أو بتعبير آخر، أن التصورات المفهومية
والمعرفية سابقة والمصطلحات تالية لها[4].
فمسألة
المصطلح من أهم القضايا التي شغلت الباحثين منذ وقت مبكر، وذلك لما للمصطلح من
أهمية خاصة ودور فعال في ضبط المناهج، وبناء النظريات، وتسهيل التعامل بين
المشتغلين في مجال مختلف العلوم والمعارف والصناعات. ذلك أن دراسة المصطلحات في
أعمق مكوناتها التركيبية والدلالية تساعد على تبيّن الثغرات التي تتخلل خطابنا
العلمي والأدبي في الوقت الراهن.
ومما لا شك
فيه أن الجهاز المفاهيمي في كل نظرية من النظريات العلمية، أو في كل مجال
من المجالات المعرفية، يترجمه نسق لغوي يعبر عن جملة من المعارف والقوانين العلمية
الصارمة. ولكي لا يقع الخلط بين المفاهيم والمصطلحات، ينبغي على الحركة العلمية
والأدبية في الوطن العربي أن تعي هذه التصورات والخلفيات أثناء تحديدها للمصطلح،
وضبطه وإشاعته بين الناس، كما ينبغي أن تدرك جيدا أصوله وتحولاته، ومظاهره
المختلفة.
وحتى تتبين ما
سبق ذكره ابحث في العناصر الآتية:
أولا: مفهوم
المصطلح لغة واصطلاحا.
ثانيا:
المصطلح ومرادفاته الدلالية.
ثالثا: أهمية
المصطلح.
رابعا: وظيفة
المصطلح .
خامسا: آليات
صياغة المصطلح.
سادسا: أصالة
المصطلح: ظهور أية حضارة يسايره ظهور مفاهيم ومصطلحات مهما كان مستوى تلك الحضارة.
سابعا: تاریخ
ظهور البحث اللغوي: فالدرس اللغوي ليس حديث العهد, بل يعود إلى مراحل زمنية عبر
التاريخ القديم والحديث إلى أن ظهر في شكله الحداثي مع القرن التاسع عشر.
ثامنا: أزمة
المصطلحية في الوطن العربي: المصطلح في الوطن العربي تتنازعه رؤى مختلفة
واستراتجيات متضاربة.
ليست هناك تعليقات