التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

الكفاية النفسية:

سعت نظرية النحو الوظيفي منذ نشأتها إلى تحقيق الكفاية النفسية، فكان بلوغ هذه الكفاية دافعا لإخضاع قواعد النحو للواقعية النفسية، ((حيث أقصيت القواعد التحويلية باعتبارها لا تطابق إواليات إنتاج الخطاب ولا إواليات تأويله)) . وقد يكون تأويل الخطاب وتفسيره وفق رؤية داخلية استنادا إلى مبدإ تبعية البنية للوظيفة، كما قد يكون خارجيا ((حين يلجأ اللساني إلى نظريات أخرى غير لسانية للاحتجاج لافتراضاته وتعزيزها، من ذلك مثلا لجوء المنظرين اللسانيين إلى النظريات النفسية لإثبات الكفاية النفسية لإواليات النحو الوظيفي وقواعده أي إثبات أن الإواليات والقواعد مطابقة لنموذج إنتاج العبارات اللغوية وتأويلها من حيث أنها تعكس سلوك مستعملي اللغة الطبيعية أثناء هاتين العمليتين)) . ويعرّف سيمون ديك الكفاية النفسية بقوله: ((تنقسم النماذج النفسية بطبيعة الحال إلى نماذج إنتاج، ونماذج فهم، تُحدد نماذج الإنتاج كيف يبنى المتكلم العبارات اللغوية وينطقها، في حين تُحدد نماذج الفهم كيفية تحليل المخاطب للعبارات اللغوية وتأويلها، وعلى النحو الوظيفي الذي يروم الوصول إلى الكفاءة النفسية أن يعكس بطريقة أو بأخرى ثنائية "الإنتاج، الفهم" هذه)). يشير سيمون ديك في هذا التعريف إلى العملية النفسية التي يقوم بها الذهن في إنتاج المتكلم للخطاب وفهم المخاطب له أثناء القيام بالعملية التواصلية، لذا صيغت نماذج النحو الوظيفي على أساس أن إنتاج الخطاب ينطلق من القصد إلى النطق عبر الصياغة، ((يتم بناء هذه النماذج حسب الترسيمة[قصد صياغة نطق] حيث يشكل التداول والدلالة-مضمومين أو منفصلين- المكون القاعدي الذي على ضوء ما يتوافر فيه من مؤشرات تصاغ البنية الصرفية التركيبية ويتم تحققها الصوتي)) . إن السعي في مشارفة تحقيق الكفاية النفسية كان وما يزال هاجسا دائما لدى منظري النحو الوظيفي دافعا لهم في وضع قيود على النحو بنية واشتغالا: - من أهم القيود على بنية النحو وجوب مطابقته لعملية التواصل بشقيها. - ومن أهم القيود على اشتغال النحو وجوب خلوه من قواعد التحويل المغيرة للبنية التي برهنت التجارب النفسية اللغوية على منافاتها للواقعية النفسية حيث ثبت أنها اعتباطية لا تطابق إواليات إنتاج العبارات اللغوية.

ليست هناك تعليقات