التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

مفهوم النحو

 

مفهوم النحو: 
 من المفاهيم التي ينطبق عليها مصطلح النحو اعتبار النحو ذلك الفرع من فروع الدرس اللغوي الذي يختص بالصرف أو بالتركيب أو بجمعهما معا، ((مثال ذلك كتب النحو العربي نثرا كانت أم نظما، إلا أن النحو بهذا المعنى يحيل في النظريات اللسانية الحديثة على مستوى من مستويات التمثيل أو التحليل، ويكون مستوى التحليل هذا تارة محصورا في التركيب، وتارة جامعا بين الصرف والتركيب في النظريات التي لا تفصل بينهما)) . 
 فإذا بدأنا بالنحو في الدرس اللغوي العربي فقد أورد ابن جني في الخصائص في باب القول على النحو أن النحو ((انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره،كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة، والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل العربية بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شذّ بعضهم عنها رُدّ به إليها، وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوا،كقولك قصدت قصدا، ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم)) .
 وجاء في التعريفات للشريف الجرجاني: (( النحو هو علم بقوانين يعرف بها أحوال التراكيب العربية من الإعراب والبناء وغيرها، وقيل النحو علم يعرف به أحوال الكلم من حيث الإعلال، وقيل علم بأصول يعرف بها صحيح الكلام وفاسده)) . 
 ولا يفوتنا هنا أن ننوه بأن النحو في الفكر اللغوي العربي خاضع لخصوصيات أهمها الأهداف التي جاء من أجلها والظروف التي نشأ فيها . 
 وهناك مفهوم آخر لمصطلح النحو هو النحو في مقابل اللسانيات إذ يقصد بالنحو في اللسانيات الغربية تلك الأطروحات التقليدية لدراسة اللغة مطلقا، وهذه الدراسة وُسمت واتسمت بشكلها المعياري البعيد عن الوجهة الموضوعية العلمية، لذلك فإن النحو لديهم لا يذكر إلا موصوفا بالمعيارية "النحو المعياري"، أو القواعد، لذلك نجد في محاضرات دي سوسير:(( إن علم اللغة الثابت أو وصف الحالة اللغوية هو القواعد بالمفهوم الدقيق الاعتيادي الذي تستخدم فيه هذه الكلمة في عبارات مثل "قواعد البورصة" وغيرها حيث نقصد بالقواعد شيئا نظاميا معقدا يتحكم بالعلاقات المتبادلة بين القيم الموجودة في آن واحد...فقد جرت العادة أن يطلق على الصرف والنحو بالقواعد)) . 
 هذا ما جعل مفهوم النحو يتباين بين الدرس القديم والحديث، لذا يجدر بنا الاعتراف بأن المشتغلين بتاريخ الدرس اللغوي يميزون بين المرحلة القديمة مرحلة الدراسات النحوية، والمرحلة الحديثة مرحلة اللسانيات، ((ومن الممكن أن نرجع الفرق بين الفكر اللغوي القديم والفكر اللساني الحديث إلى أربعة محاط: ظروف الإنتاج، والموضوع، والهدف، والمنهج)) . ((وأحدث استعمالات مصطلح النحو واكثرها انتشارا الآن في الأدبيات اللسانية إطلاقه على الجهاز الواصف نفسه وقد يتوسع في ذلك فيطلق على نظرية لسانية بعينها)) .

هناك تعليقان (2):