اللغة والاستعمال:

((يقصد بنسق الاستعمال مجموعة القواعد والأعراف التي تحكم التعامل داخل مجتمع معين... وهو يحدد في حالات كثيرة قواعد النسق اللغوي المعجمية والدلالية والصرفية التركيبية والصوتية وهو ما يعنى به فرع اللسانيات المسمى "اللغويات الاجتماعية"))[1]، ومن أبرز الأنشطة التداولية دراسة استعمال اللغة عوضا عن  دراسة اللغة، ((فاللسانيات كما هو معلوم، تتفرغ للدراسة الثانية أي لدراسة المستويات الصوتية والتركيبية وربما الدلالية، فقد تحولت مع البنويين إلى علم تجريدي مغلق ذي إجراءات داخلية خالصة، يؤمن بكيانية البنية اللغوية في مستواها الصوري المجرد، في حين أن دراسة استعمال اللغة لا تنحصر ضمن الكينونة اللغوية بمعناها البنوي الضيق، وإنما تتجاوزها إلى أحوال الاستعمال في الطبقات المقامية المختلفة حسب أغراض المتكلمين وأحوال المخاطَبين))[2].

---

[1])  المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 21.

[2] ) صحراوي مسعود، التداولية عند العلماء العرب، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 2005، ص 28.