التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

مناهج البحث اللغوي لدى الغرب:


تَبسط الظاهرة اللغوية أمام الفكر البشري منذ القديم صنفين من القضايا، فأما الأولى فتتمثل في عناصر اللغة باعتبارها نظاما مخصوصا له مكوناته الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية، لكل منها فرع مختص من فروع الدراسات اللغوية وهذا هو الجانب النوعي في دراسة اللغة باعتبار أن هذه العلوم متعلقة بكل لغة، وأما القضية الثانية فتتصل بالمشاكل المبدئية التي يواجهها الناظر في اللغة من حيث هي ظاهرة بشرية مطلقة[1].
فاللسانيات ليست هي العلم الوحيد الذي اتخذ من اللغة البشرية موضوعا للبحث، فهي لا تكتسب أهميتها من اكتشافها لمادة اللغة، وإنما من إقامتها جوهر تعريفها للظاهرة اللغوية على مفهوم العلامة، فهي تَعتبر اللغة ((مجموعة من العلاقات الثنائية القائمة بين جملة من العلامات المكونة لرصيد اللغة ذاتها...والعلامة تَشكُّل لا يستمد قيمته ولا دلالته من ذاته وإنما يستمدها من طبيعة العلاقات القائمة بينه وبين سائر العلامات الأخرى))[2].
لكن البحث في المسائل اللغوية يتدرج ((من تحديد الكلام وضبط خصائصه إلى تحسس نواميسه المحركة له حتى يقارب مسائل أكثر تجريدا وأبعد نسبية كقضية أصل اللغة، وعلاقة الكلام بالفكر، وتفاعل اللغة بالحضارة الإنسانية، فضلا عن مشكل الدلالة اللغوية ذاتها وكيف يحدث إدراك العقل لمعاني الألفاظ، وقد أوكل العرف البشري دراسة هذه القضايا إلى الفلاسفة منذ ازدهار الحضارة اليونانية حتى عد خوض اللغويين فيها تطرقا للماورائيات))[3].
ولذلك قامت اللسانيات المعاصرة على دعامتين أساسيتين هما:[4]
·     تحسس نواميس الكلم بقطع النظر عن تجسده النوعي في لغة ما.
·     السعي إلى إدراك الموضوعية العلمية في تشريح الظاهرة اللغوية.




[1] ) المسدي عبد السلام، التفكير اللساني في الحضارة العربية، الدار العربية للكتاب، طرابلس، الطبعة الثانية، 1986، ص 15/16.
[2] ) المسدي عبد السلام، اللسانيات وأسسها المعرفية، الدار التونسية للنشر، تونس، دون ط، 1986، ص 30.
[3] ) المسدي عبد السلام، التفكير اللساني في الحضارة العربية، الدار العربية للكتاب، طرابلس، الطبعة الثانية، 1986، ص16.
[4] ) المرجع السابق، ص 16.

ليست هناك تعليقات