الإداتية واكتساب اللغة:
((حسب المقاربة
الوظيفية لا يكتسب الطفل قدرة لغوية محضة، بل قدرة على التواصل مع محيطه
الاجتماعي، لا يتعلم أصوات لغته وقواعد صرفها وتركيبها بل يتعلم معها ما تؤديه من
أغراض تواصلية))[1]،
فلا تكون اللغة إلا مقترنة بشكل حياة، لا لأن اللغة تواضع بين مستعمليها يتطور عبر
الزمن بحسب الحاجة والمحيط، بل لأن غرض اللغة هو ذاته مؤسسة لا تنجز على انفراد
ولو مرة واحدة، وهذا التعالق بين اللغة والمؤسسة الاجتماعية يخرج اللغة من
اعتبارها وسيلة إخبار وتواصل فحسب إلى كونها فعل وعمل وممارسة اجتماعية[2].
هذه هي المبادئ العامة التي تتبلور
في سياقها الأسس المنهجية لنظرية النحو الوظيفي، حيث تحاول نظرية النحو الوظيفي
تجميع المبادئ الوظيفية التي تتعلق بوظيفة اللغة، وعلاقة الوظيفة بالبنية، ومفهوم
القدرة اللغوية، ومفهوم الكليات اللغوية، وعلاقة الوظيفة بموضوع الوصف اللغوي،
وعلاقة الوظيفة بالمفاضلة بين الأنحاء.
وقد نتج عن تمرس نظرية النحو الوظيفي
بمعطيات لغات متباينة النمط تطورا مس صياغة النموذج دون الأسس المنهجية، إذ تختلف
النظريات الوظيفية في مدى تجميعها للمبادئ الوظيفية العامة، أي في اقترابها أو
ابتعادها عما اصطلحنا على تسميته النظرية الوظيفية المثلى[3]، ((وتختلف نفس المبادئ
وترتيبها وربط بعضها ببعض حيث نجد نفس المبدأ معبرا عن مضمونه ومربوطا بباقي
المبادئ الأخرى بطريقة تختلف من نظرية إلى نظرية أخرى...، وتختص بربط هذه المبادئ
بمفهوم الكفاية التفسيرية، والكفاية التفسيرية في هذه النظرية كما هو معلوم ثلاث
كفايات مترابطة متكاملة الكفاية التداولية والكفاية النفسية والكفاية النمطية)).[4]
[1])
المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-،
دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 36.
[2] ) لودفيك فتغنشتاين، تحقيقات فلسفية، ترجمة:
عبد الرزاق بنور، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، الطبعة الأولى، 2007، ص 90.
[3] ) المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول
والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 63.
ليست هناك تعليقات