التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

· المقصود بالمتشابه في القرآن الكريم:




          جاء في لسان العرب: ((شبه: الشَّبه والشِّبه والشبيه: المثل، والجمع أشباه، وأشبه الشيء الشيء: ماثله))[1]، فالمتشابه لغة ما تماثل من الأشياء، وشابه بعضها بعضا، وهو ما يلتبس من الأمور، والمتشابه هو المشكل الذي يحتاج فيه إلى فكر وتأمل.

         أما المتشابه في القرآن الكريم فيقصد به أمران:

           الأول: المتشابه المقابل للمحكم الذي هو بمعنى الغامض المشكل الذي استأثر الله تعالى بعلمه، وقد قيل فيه الكثير من قبل أهل العلم والمفسرين في قوله تعالى: (منه آيت محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)، وهذا ليس بمجال بحثنا، ولا ما قصدناه من وراء هذه الدراسة.

           الثاني: وهو موضوع بحثنا، ومما ورد في تعريفه ما يأتي: 
v  قول السيوطي في الإتقان في علوم القرآن: ((والقصد إيراد القصة الواحدة في صور شتى، وفواصل مختلفة، بأن يأتي في موضع واحد مقدما، وفي موضع آخر مؤخرا...، وفي موضع بزيادة وفي آخر بدونها..، وفي موضع معرفا وفي آخر منكرا، أو مفردا وفي آخر جمعا، أو بحرف وفي آخر بحرف آخر، أو مدغما وفي آخر مفكوكا))[2].

v  قول الزركشي في البرهان: ((وهو-أي علم المتشابه- إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة، ويكثر في إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف في الكلام وإتيانه على ضروب))[3].

v  وفي درة التنزيل يعرفه الإسكافي بقوله: ((هو أن تجيء الآيات القرآنية متكررة في القصة الواحدة من قصص القرآن، أو موضوعاته، في ألفاظ متشابهة، وصور متعددة، وفواصل شتى، وأساليب متنوعة، تقديما وتأخيرا، وزيادة ونقصا، وذكرا وحذفا، وتعريفا وتنكيرا، وإفرادا وجمعا، وإيجازا وإطنابا، وإبدال حرف بحرف آخر، أو كلمة بكلمة أخرى، ونحو ذلك، مع اتحاد المعنى لغرض بلاغي، أو لمعنى دقيق يراد تقريره، لا يدركه إلا جهابذة العلماء وأساطين البيان))[4].

v  ويقدم الكرماني كتابه أسرار التكرار في القرآن بقوله:((وبعد: فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة، ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان، أو تقديم أو إبدال حرف مكان حرف، أو غير ذلك مما يوجب اختلافا بين الآيتين أو الآيات التي تكررت من غير زيادة ولا نقصان))[5].

v  ويعرفه صاحب كشف المعانى: ((يقصد به الإعجاز اللغوي بالتصرف في الأسلوب بنقله من مكان إلى مكان في القصة الواحدة أو الموضوع الواحد لغرض بلاغي لا يدركه إلا أصحاب اللغة الذين خوطبوا بالقرآن وهم أرباب الفصاحة، وجهابذة البلاغة، وأساطين البيان، مع الاحتفاظ بالمعنى))[6].

 [1] ) ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، المجلد الثالث عشر، الطبعة الثانية، فصل الشين المعجمة، ص 503.
[2]) السيوطي الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: مركز الدراسات القرآنية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، السعودية، دون ط، ج 03، ص339.
[3]) الزركشي بدر الدين محمد بن عبد الله، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1957، ج 01، ص 112.
[4]) الأصبهاني أبو عبد الله محمد بن عبد الله، درة التنزيل وغرة التأويل، تحقيق: محمد مصطفى أيدين، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى، مكة، 2001، ص55/56.
[5]) الكرماني محمود بن حمزة، أسرار التكرار في القرآن المسمى البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، دار الفضيلة، دون ط، القاهرة، 1977، القاهرة، 1977، ص 63.
[6] ) بن جماعة بدر الدين،كشف المعاني في المتشابه من المثاني، تحقيق: عبد الجواد خلف، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى، 1990، ص 45/46.

ليست هناك تعليقات