التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

المحاضرة الثالثة في مقياس النحو للسنة الثانية ليسانس لغة وأدب:

علاقة الإسناد في النحو العربي:

تعريف الإسناد:

 لغة: هو ضم الشيء إلى الشيء.
       جمع الشيء إلى الشيئ حتى صارا شيئا واحدا.


اصطلاحا: ضم كلمة أو اكثر إلى كلمة أخرى أو أكثر بحيث يشكلان معا جملة تامة يحصل منها السامع على معنى واضح.
والإسناد أعم من الإخبار لأنه يشمل الإخبار والإنشاء والوقوع واللاوقوع، وهو قضية منطقية فيها حكم منطقي يتكون من:
                        - حكم: المعنى المراد.
                        - المحكم له: المسند.
                        - المحكوم عليه: المسند إليه.
يطلق الإخبار على ما يصح تصديقة أو تكذيبه، ويشمل الإسناد كل الأساليب العربية التامة.
ورابطة الإسناد رابطة ذهنية غير منظورة وغير مادية وغير ملموسة وغير منطوقة وغير مكتوبة.

مثال: الأرض كروية.       المسندإليه: الأرض.                 المسند: كروية.

في اللغة الأجنبية رابطة الإسناد ليست ذهنية بل هي مكتوبة، انظر هنا مثلا:

la tere est round
الفعل المساعد هنا يعبر عن علاقة الإسناد.
فكل جملة تحدث بها الإنسان فيها علاقة إسناد، ولا نكون أمام جملة إلا إذا تحققت فيها علاقة إسناد واحدة على الأقل.

كل إسناد يتكون من ركنين أساسيين هما المسند والمسند إليه وهذان الركنان أساسيان في الجملة لا يمكن الاستغناء عن أي منهما وهذا ما أقره النحاة منذ العصور الأولى للدراسات النحوية.

الأشكال التركيبية للإسناد:
تتحقق علاقة الإسناد في أشكال تركيبية متعددة نذكر منها:

علاقة المبتدإ والخبر : الله ربنا، محمد نبينا، الإسلام ديننا.
علاقة الفعل بالفاعل: حضر الطلبة.
علاقة الفعل الذي لم يسمّ فاعله بنائب الفاعل: قتل الانسن ماأكفره، أحضرت الانفس الشح.
علاقة اسم كان بخبرها: كان الطقس حارا
علاقة اسم إن وخبرها: إن بطش ربك لشديد.
علاقة أفعال المقاربة واسمها، الشروع واسمها.
هذه العلاقات مهما كان تنميطها الأسلوبي تبقى علاقات إسناد.
 طرفي الإسناد يمكن حذفهما معا أو حذف أحدهما ولا يكون هذا الحذف إلا بقرينة توحي بذلك:

أما حذف أحدهما: فمثاله: لولا الرسل لضلت البشرية.
                                 المسند إليه: الرسل.
                                 المسند:  محذوف مقدر وتقديره "موجودة"

وأما حذفهما معا: هذا الحذف يكون في حالات قليلة مع ضرورة وجود قرينة لفظية أو معنوية.
 مثلا: قالوا ماذا أنزل ربكم "قالوا خيرا" خيرا: مفعول به، تقدير الكلام "أنزل ربنا خيرا".
 المسند هو: أنزل.
 والمسند إليه: "ربــ".
وخيرا مفعول به.

ياليتنا نرد: "نرد" مسند، "نا" مسند إليه.
أين المفر: "أين": مسند، "المفر": مسند إليه.

المسند إليه هو المحكوم عليه أو المخبرعنه، أو المحدث عنه.
المسند: هو المحكوم به ، المخبر به، المحدث به.

للإشارة فإن تحديد طرفي الإسناد في الإستفهام يكون حسب جملة جواب الاستفهام.

يعد الإسناد أهم شكل في التواصل اللغوي فالمسند إليه هو نقطة الاشتراك بين المتكلم والسامع، أما المسند فهو المعلومة الجديدة التي ينتظرها السامع ويريد المتكلم إيصالها إليه, ففي كل تواصل لغوي بشري هناك معلومة مشتركة وأخرى غير مشتركة، الأولى هى المسند إليه والثانية هي المسند، ويشترط في المسند إليه أن يكون معروفا لدى السامع وأن يكون معينا فتتحقق الإفادة بتعيين المسند إليه أي أن يكون معروفا لدى السامع.

الإفادة في علاقة الإسناد:
المراد بالإفادة في العلاقات النحوية عموما هو الثمرة المعنوية التبليغية التي يفيدها السامع من الخطاب،ويمكن القول أن صحة الجملة وسلامتها النحويتان متوقفتان  على حصول هذا المبدإ.

س) كيف يتحقق مبدأ الإفادة في الجملة؟

لا يتحقق مبدأ الإفادة في الجملة إلا بتوفر بعض الشروط اللفظية أو المعنوية أو الحالية.
نقول إن للجملة معنى دلاليا عاما إذا تحقق مايلي:

- أن يكون المتحدث عنه معروفا لدى المخاطب كما هو معروف لدى المتكلم 
- وأن تكتمل النسبة الكلامية للجملة فيحصل السامع على فائدة من الكلام يكتفي بها.

مبدأ الإفادة وظاهرة التعيين:
 يراد بالتعيين أن تكون عناصر الجملة في أي تركيب إسنادي دالة ومعينة بحيث يعرف السامع "المتحدث عنه" كما يعرفه المتكلم تماما وهذا يقتضي أن يكون المسند إليه معروفا.

اشترط النحاة حينما تحدثوا عن الإسناد في المسند عليه أن لا يكون نكرة محضة مخافة الإخلال بمبدإ الإفادة الذي هو مبدأ التواصل.

ولكي يتحقق مبدأ الإفادة يجب:
01-  أن يتحقق شرط القرائن اللفظية أو المعنوية أو الحالية.
02- أن يكون المحدث عنه معروفا لدى السامع والمخاطب.
03- أن تكتمل النسبة الكلامية للجملة.
04- أن تكون عناصر الجملة دالة ومعينة ((تعريف المسند إليه)).
05- أن لا يكون المسند إليه نكرة محضة بل يكون معرفة أو ما قارب المعرفة.

تمام حسان يعتبر الجملة: "كان رجل حليما" خاطئة على اعتبار أنها غير مفيدة للسامع شيئا ومن ثم فهي خاطئة، وبما أن العرب يكرهون أن يكون في حديثهم لبس فلا بد أن يكون المسند إليه في الجملة الإسمية معروفا، فوضعوا قاعدة نحوية مشهورة مضمونها: "أن الأصل في المبتدإ أن يكون معرفة وأن يكون الخبر نكرة وذلك لأنه لا فائدة من الإخبار عن النكرة.
حق المبتدإ أن يكون معرفة أو ما قارب المعرفة من النكرات الموصوفة، وإنما امتنع من الابتداء بالنكرة المحضة أنه لا فائدة فيه وما لا فائدة فيه فلا معنى للكلام به.
 متى تكون النكرة مفيدة:
تكون النكرة مفيدة إذا فهم السامع الغرض من المقصود من الكلام ولذلك نقل عن رضي الدين الاسترابذي عن بعض النحاة هذا القول واستحسنه:
(( إذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي فكرة شئت وذلك لأن الغرض من الكلام إفادة المخاطب مضمون الكلام)).
فصل النحاة القول في حالات الابتداء بالنكرة فجعلها بعضهم عشر حالات وجعلها بعضهم عشرين حالة وبعضهم أربعين حالة ثم ستين، قال ابن عصفور: إن هذه الحالات كلها لا يعتبر بأفرادها وجزئياتها وإنما العبرة بما كان جارياعلى الضابط الأول وهو عنصر الإفادةن.
وقد جعل النحاة هذه الحالات تحت مسمى مسوغات الابتداء بالنكرة:
- أن تكون النكرة موصوفة مثل قولك: امراة كريمة في البيت.
- أن تكون متاخرة عن خبرها وهو شبه جملة مثل قولك: في الدار رجل.
- للدعاء والوعيد والتهديد مثل: سلام على إبراهيم، ويل للمطففين.
- أن تكون في تركيب لولا.
- ان تؤثر في غيرها بإحداث حركة إعرابية : في الخير خير.
- أن تكون بعد واو الحال.
- ان تكون بعد لام الابتداء للتوكيد.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع...  تابع:

ليست هناك تعليقات