التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

السلسلة الثانية لتطبيقات مقياس فلسفة اللغة "أولى ماستر" للموسم 2021/2022:

 

المستوى: أولى ماستر  لسانيات عربية   السداسي: 01.     المقياس: فلسفة اللغة .      د. جلول تهامي.

السلسلة الثانية لتطبيقات مقياس فلسفة اللغة  "أولى ماستر"  للموسم 2021/2022:

الفلسفة التحليلية:

تدل كلمة التحليل "Analysis" على معنى التقسيم والتفكيك، لكن يتوقف معنى التحليل على النتائج التي نتوصل إليها، فقد يكون التحليل واقعيًا إذا كان الشيء المحلل شيئًا واقعيًا مثل الكيمياء، وقد يكون عقليًا يقوم على استنباط قضية من أخرى مثل التحليل الرياضي، والتحليل فى منحاه اللغوى مأخوذ من مادة «حلل» التى تفيد كلمة فكك كل ما هو مركب إلى عناصره البسيطة.

فالكيميائي يهتم بتحليل العناصر الطبيعية المركبة إلى أجزائها المكونة، وعالم النفس يحلل الشعور الإنساني، والفيلسوف من جهة أخرى ينبغي أن يكون موضوع اهتمامه هو تحليل الوحدات اللغوية أو التصورات. وهكذا
نجد معاني كثيرةً للتحليل، الذي قد يكون عقليًا فيكون موضوعه فكرةً أو قضية، أو تحليلا  ماديًا فيكون موضوعه عنصرا أو شيئًا من الأشياء.

اصطلاحا: يقصد بالتحليل التوضيح عن طريق إبراز ما هو متضمن من عناصر بسيطة في الموضوع، والتي تكون غامضة بسبب طريقة تركيبها، ومن حيث المنهج نلاحظ أن التحليل لا يستخدم من لغة الحياة اليومية إلا ما هو دقيق منها،والدقة لا يمكن تحصيلها إلا باستخدام لغة متخصصة ولا بد من توافر شرطين فى التحليل:

 الأول: أن تكون العناصر التي ينتهي إليها التحليل مساوية للعبارة المحللة.

الثاني: أن تراعى البساطة والدقة في التحليل من حيث الضرورة التي تفرضها طبيعة الموضوع، والموضوع المزمع تحليله ليس شرطًا أن يكون قضيةً منطقية أو رياضية، بل قد يشمل كل مواضيع العلم والحياة السوسيولوجية والسيكولوجية، بغض النظر عن موضوع التحليل ومادته.

التحليل الفلسفي:

التحليل الفلسفي  Philosophical analysis هو مصطلح  عام يصف تقنية يستخدمها الفلاسفة في التوجه التحليلي الذي يتضمن «تكسير» المسائل الفلسفية. ويمكن القول أن أهم تلك التقنيات هو تحليل المفاهيم المعروف باسم التحليل المفهومي.

يرتبط التحليل بالتركيب في عملية واحدة، وهما لفظان أو مصطلحان فلسفيان يدلان على تقسيم الكل عمليًا أو ذهنيًا، ولا تختص الفلسفة وحدها بالتحليل[1] والتركيب[2]، وإنما العلم أيضا مثل الكيمياء، والفيزياء، والهندسة. والتحليل منهج  ضروري  ومرحلة من مراحل الخروج نحو معرفة الكل، والتحليل والتركيب عمليتان متكاملتان في سلم المعرفة. يختلف التحليل عن القسمة في أن التحليل يؤدي إلى اكتشاف العناصر والأصول ولهذا نصل من خلاله إلى العلة، أما القسمة فالأجزاء فيها مقدار من التركيب يساوي مقدار الأصل المحلل، فالقسمة بذلك لا تفسر شيئًا. وهناك نوعان من التحليل هما: التحليل الفلسفي، والتحليل اللغوي.

خصائص الفلسفة التحليلية:

·       اعترافها بدور اللغة الفعال في الفلسفة، أو ما يمكن أن نسميه اتجاهها الشعوري المتزايد نحو اللغة.

·       اتجاهها إلى تفتيت المشكلات الفلسفية إلى أجزاء ٍ صغيرةً لمعالجتها جزءا جزءا.

·       خاصيتها المعرفية.

الخاصية الأولى: إن اللغة في الفلسفة التحليلية لا بد من فهمها لا بوصفها وسيلة فحسب، بل بوصفها أيضا هدفًا من أهداف البحث الفلسفي، وهذه النظرة إلى اللغة يمكن عدها عنصرا جديدا  في الفلسفة التحليلية وخاصية من خصائصها الرئيسية.

 إن الاهتمام الكبير من جانب بعض الفلاسفة التحليليين باللغة، قد جعل بعض الباحثين يعرفون الفلسفة التحليلية بأنها مجرد دراسة للغة والحقيقة أن الفلسفة التحليلية تعترف بالدور الحيوي الذي تلعبه اللغة في الفلسفة، ولذلك تهتم بدراسة اللغة. يدرس الفيلسوف التحليلي اللغة لا من أجل صياغة فروض  علميةٍ عنها، بل بالأحرى لأنه يعتقد أن مثل هذه الدراسة أداةٌ ذات قيمة كبرى في مساعدته على تحقيق هدفه الأولي في حسم المسائل الفلسفية.

الخاصية الثانية: يَفترض أصحابها يكونوا على معرفة تامة بالمسائل الصغيرة، تلك التي لا بد أن تؤدي في نظرهم إلى الإتقان والدقة، فتكون الإجابة على المشكلات الكبيرة مشتقة من التحليلات الدقيقة للمشكلات الفرعية الجزئية والتفصيلية.

الخاصية الثالثة:  الخاصية المعرفية للفلسفة التحليلية هي أنها تتجه نحو الكشف عن العالم الخارجي، وذلك بفحصه من أجل اكتساب المعرفة، وليس من أجل أي سبب آخر. إضافة إلى أن الفلسفة التحليلية تهدف إلى أن تكون علمية، غير أن اسم «الفلسفة العلمية» لا يجب استخدامها كاسم آخر للفلسفة التحليلية.

"إن التحليلية ثورة جاءت لتعيد الفكر الإنجليزي إلى مرآه الأصيل وهو الاتجاه التجريبي، ولا يعني ذلك أن التحليلية مجرد صورة من صور التجريبية إنما هي ثورة لأنها وضعت الفلسفة ذاتها موضوع التساؤل،  لذلك فبجانب كونها فلسفة علمية هي فلسفة عن الفلسفة، والفيلسوف التحليلي هو فيلسوف الفلاسفة".



[1]_  المنهج الأساسي المعتمد في تحليل البنية التركيبية لدى التوزيعيين ينعت بالتحليل إلى مكونات، وهو التحليل الذي تفكك عن طريقه بنية الجملة ليس على أساس أنها مؤلفة من طبقات مرصوفة بعضها بجانب بعض، بل على أساس أنها مؤلفة من طبقات من مكونات الجملة بعضها أكبر من بعضها الآخر ، إلى أن يتم تحليلها إلى عناصرها الأولية من المورفيمات ، لكون المورفام (morphème) وحدة دنيا تفيد دلالة يبرزها التحليل.

[2]_ الخليل انطلق من السّاكن والمتحرّك ليركّب منها الأسباب والأوتاد في المستوى التّالي وليركّب من الأسباب والأوتاد التّفاعيل ، ثمّ في مستوى رابع يُركّب الوحدة الإيقاعيّة ، ثمّ من الوحدة الإيقاعيَّة الشّطر ثمّ البيت ، فهذا التّرتيب التّصاعدي عنصر هيكلي في بناء النّظريّات العروضيّة ومبدأ هام.

ليست هناك تعليقات