
التقعيد لمستوى معين من اللغة خص النص القرآني والشعر:
ومن المآخذ على النحو العربي أنه لم يقعد للغة التي يستعملها الناس، وإنما قعد لمستوى معين من النظم ( شعر، خطب، أمثال، نصوص قرآنية...)، وفي أطوار متعددة وهذا ما لا يرتضيه المنهج الحديث لدراسة اللغة وفي مقابل هذا وضع الدكتور تمام حسان شرطان يرتضيهما المنهج الحديث لدراسة اللغة:
أن يتناول لهجة واحدة من لهجات لغة ما.
أن يعنى بمرحلة زمنية واحدة من مراحل التطور.
ويقدم نقدا للنحاة العرب مفاده: (( والمعروف أن النحاة العرب درسوا لهجات عربية متعددة ليستخرجوا منها نظاما نحويا موحدا وأنهم فوق ذلك درسوا هذه اللهجات في أطوار متعددة من نموها فلم يتفطنوا إلى ضرورة الفصل بين مرحلة ومرحلة أخرى من تطور اللغة كما فعل أصحاب تاريخ الأدب بتطور التعبير اللغوي الجميل فلقد اعترف مؤرخو الأدب بعصر جاهلي وآخر إسلامي ثم أموي فعباسي وهلم جرا، ولكن النحاة أخذوا شواهدهم من فترة لغوية دامت أكثر من خمسة قرون كاملة)) .
لكن النحو العربي حدد مستوى اللغة التي يقعد لها فاللغة التي درسها النحاة هي النص القرآني والنصوص الشعرية والنثرية التي تحمل عربية هذا القرآن، كما أنهم قعدوا للغة التي أخذت من أفواه الأعراب، فجمع اللغة إنما كان من البوادي وهي اللغة اليومية المستعملة.
ليست هناك تعليقات