التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

أسـس الإيقـاع في الشّعر:


هناك مفاهيم جديدة تتحكم في العروض الشّعري،  فقد قسّم علماء اللغة الأوربيين الأعاريض إلى كمية ونبرية ومقطعية ([1])، ولقد كانت دلالة هذه المفاهيم أساسية في التعبير عن مطلب جوهري للعروض المراد دراسته، لتحديد تحت أي الأقسام يقع هذا العروض حتى يتم دراسته دراسة منهجية علمية.
فمن الهام قبل دراسة أي نظام عروضي أن نعرف مبادئه الأولى ونوعه (...)، أعاريض الشّعر تختلف حسب اللغات وهي ثلاثة أصناف: ([2])
العروض الكمي: عروض اليونانية القديمة واللاتينية.
عروض النبر: وهوعروض الإنجليزية والألمانية.
عروض العـد: وهوعروض الفرنسية واليابانية.
وهذه الأصناف تحدد حسب طبيعة صوتيات اللغة،"فإذا كان النبر وظيفيّا في اللغة، فالعروض يكون مبنيا على النبر، وإذا كان طول الحركات وظيفيا فالعروض يكون كميا، وعندما يكون النبر أوالطول بدون وظيفة فالعروض يكون عروض عدّ ".)[3](
وهذا الرأي لا يختلف مع ما قاله أحد كبار اللغويين الأوربيين  المحدثين  إدوارد سابير: " لقد  كان النّظم الكمي مناسبا كل المناسبة للإغريق لا لأن الشّعر نشأ مرتبطا بالغناء والرقص  فقط، بل لأن تعاقب المقاطع الطويلة والقصيـرة كان حقيقة حيّة في الاستعمال اليومي للغة، فنبرات العلو"Tonal accents"التي لم تكن الشّدة إلا ظاهرة ثانوية لها، قد ساعدت على إعطاء المقطع خاصية الكمية، وعندما انتقلت الأوزان الإغريقية إلى النظم اللاتيني لم ينتج عن ذلك عناء كبير، فإن اللغة اللاتينية أيضا كانت تتميز بإحساس دقيق بالفروق الكمية، على أن النبر الكمّي كان أميل إلى الشدة من النبر اليوناني ولذلك فمن الأرجح أن الأوزان الكمية الخالصة التي صيغت على نسق الأوزان اليونانية بدت مصطنعة أكثر مما كانت في لغتها الأصلية، وكان الفشل دائما حليف محاولة صب النظم الإنجليزي في قوالب لاتينية، ويونانية، فالأساس الفعال في الإنجليزية ليس الكم بل الشدة، أو تعاقب المقاطع المنبورة وغير المنبورة، ولا يعد نبر الشدة ولا كم المقاطع عاملا قويا في حركية اللغة الفرنسية")[4](.
فالعروض الكمّي أوالنبري يكون مصطنعا في الفرنسية كما يكون العروض النبري مصطنعا في اليونانية، ويكون العروض الكمّي أوالمقطعي مصطنعا في الإنجليزية.
فالعروض الفرنسي يقوم على أساس مجموعات من المقاطع تؤلف وحدات، إضافة إلى اعتماده على القافية، وبقيت الإنجليزية خاضعة خضوعا شديدا للنبر، أما اليونانية كانت أميل إلى الكم، "والخلاصة أن النظم اللاتيني واليوناني يعتمد على مبدأ التقابل، الكمي والنظم الإنجليزي يعتمد على مبدأ التقابل النبري، والنظم الفرنسي على مبدأ العد والترجيع  Echo   والنظم الصيني على مبادئ العد والترجيع، وتقابل الدرجات Pitches، وكل نظام من هذه النظم الإيقاعية ينبع من العادة الحركية غير الواعية في اللغة، صادرة من شفاه الشعب، ادرس بعناية النظام الصوتي للغة  ما، وعلى الخصوص صفاته الحركية، تعرف أي نوع من النظم قد أوجدت، أوكان ينبغي أن    توجد."([5])




[1]-  سلوم تامر،  أسرار الإيقاع، الطبعة الأولى، دار المرساة للطباعة والنشر، سوريا، 1994، 09
[2] - حركات مصطفى،  نظرية الإيقاع، 143
[3] - ن م، 143
[4]-  سلوم تامر، أسرار الإيقاع، 10
[5] - سلوم تامر، أسرار الإيقاع،  12

ليست هناك تعليقات