التسمية

اللّسَانُ السّابِعissane7L

آخر المنشورات:

الأداتية وبنية اللغة:


 مشروعية الوظيفة: ينطلق منكرو مشروعية الوظيفة من كون بنية اللغة نسق مجرد تحكمه قواعد ومبادئ خاصة تسمح بدراسة ووصف اللغة بمعزل تام، لكن أهم ما يحتد به القائلون بمشروعية الوظيفة هو أن بنية اللغة تأخذ الخصائص التي تخدم إنجاح التواصل وأهدافه ومختلف أنماطه[1]، ويستعان بالاتجاه الوظيفي في حل إشكاليات تتصل بالتعليم والتعلم، فالنحو الوظيفي لا ينظر إليه أنه علم نظري تجريدي بل هو منهج تدريس عملي أيضا، وبوصفه منهجا للتدريس لا ينبغي أن يفهم على أنه تكديس الأشكال والقواعد منعزلة، بل إرشاد للاستعمال الصحيح وفهم اللغة[2].
*             البنية والتواصل الأمثل: تقوم عملية التواصل على متكلم (منتج للخطاب)، وخطاب (فحوى القول)، ومخاطَب (مؤوِّل للخطاب الناتج)، والتواصل الأمثل متوقف على سلامة البنية من عوائق حسن الإفهام، ((ويمكن إرجاع العوائق البنوية إلى ما ينتج عن ثلاث عمليات هي الحذف والإضافة والنقل))[3]. 
-                  الحذف: حذف ركن أساسي من الجملة في الكلام الابتدائي.
-                  الإضافة: تعدد الإدماج في نفس الجملة مثل: قرأت الكتاب الذي اشتراه أبي من المكتبة التي زارها جارنا مع صديقه في موسم الحج الماضي.
-                  النقل: التقديم والتأخير غير المبرر تداوليا يتسبب في التشويش على فهم السامع.

*             البنية وأهداف التواصل: هناك عوامل متعددة يخضع لها الكلام، منها المتكلم والمستمع والمقام وظروف الاتصال، ولكن تبقى بنيته دائما رهينة غاياته[4]، حيث تتحدد بنية الجملة حسب هدف التواصل فإذا كان الهدف من التواصل إضافة معلومة جديدة لمخزون المخاطب يظل المكون الحامل للمعلومة محتلا موقعه الأصلي داخل الجملة، وإذا كان الهدف من التواصل تقييد معلومة أو تصحيحها يرد المكون الحامل للمعلومة مشفوعا بإحدى أدوات التقييد (لقد، ما، إنما...)[5]، فالتوجه التداولي يركز على المعنى في الاستعمال وليس في التوافق مع أحوال الأشياء، ويركز بالخصوص على أهمية السياق والبنية المنطقية اللسانية في تحديد المعنى خلافا لعلم الدلالة المنطقية[6]، (( فإذا كانت الأسماء ليست في حاجة إلى بنية فذلك لأنها –وهي خارج القضية- ليس مطلوبا فيها أن تكون دالة على شيء معين، لكنها تدل فقط في سياق القضايا الأولية، فليس للاسم دلالة سوى داخل القضية))[7]، فقط الوقائع يمكنها التعبير عن المعنى، المجموعة المنفصلة من الأسماء لا يمكنها فعل ذلك[8].

*             البنية وأنماط التواصل: يحدد نمط الخطاب تضافر (موضوع الخطاب، وهدفه، وبنيته، وأسلوبه)، فيأخذ الخطاب البنية والأسلوب اللذين يناسبان ويخدمان موضوعه وهدفه، فليس للخطاب الحجاجي بنية وأسلوب الخطاب السردي[9].




[1])  المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006،ص 28.
[2] ) رمضان النجار نادية، الاتجاه التداولي والوسيط في الدرس اللغوي،مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2013، ص 206.
[3])  المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 28.
[4] ) رمضان النجار نادية، الاتجاه التداولي والوسيط في الدرس اللغوي، مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2013، ص 222.
[5])  المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 31/32.
[6] ) لودفيك فتغنشتاين، تحقيقات فلسفية، ترجمة: عبد الرزاق بنور، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، الطبعة الأولى 2007، ص 34.
[7] ) حمود جمال، فلسفة اللغة عند لودفيك فتغنشتاين، الدار العربية للعلوم ناشرون، دبي، دون ط، دون سنة، ص 166/167.
[8] ) المرجع السابق، ص 199.
[9])  المتوكل أحمد، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي – الأصول والامتداد-، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2006، ص 32.

ليست هناك تعليقات